مفهوم الحضارة المغربية
الحضارة المغربيّة
يُعدّ مفهوم كلمة الحضارة اشتقاق من كلمة الحضر، ويُقصد بها كلّ ما يتعلّق بحياة المدن، كطرق المعيشة والإقامة والحِرَف والأزياء وغيرها.وتعتبر حضارة المغرب العربيّ من أعرق الحضارات التي أسّستها الامبراطوريّات التي تعاقبت على المغرب، كالبربرية والأمازيغية،والتي جعلت من المملكة المغربيّة قبلة للسياح، ولكلّ مستشرقٍ مولع بالحضارات القديمة التي يزخر بها شرقنا العربي الإفريقيّ.
مفهوم الحضارة المغربيّة
يتجلّى مفهوم الحضارة المغربيّة في مختلف مجالات الحياة في عدة نواحٍ منها:
المجال العمراني
تُعتبر صومعة حسان من أهمّ الصروح التاريخيّة القائمة في الرباط عاصمة المغرب الحالية، وتعود لجامع حسان، الذي بناه يعقوب المنصور في عهد دولة الموحدين، في عام ألف ومئة وسبع وتسعين إلى عام ألف ومئة وثمان وتسعين ميلاديّ؛ حيث يُعتبر هذا المسجد وصومعته تحفة عمرانية فريدة تحكي تاريخ حقبة حضاريّة عريقة، وقد تمّ تصنيفه كواحدة من مواقع التراث العالميّ عن فئة الأماكن الثقافية العالمية في الأول من شهر تمّوز عام ألف وتسعمئة وخمس وتسعين ميلادي، من قِبَل منظمة اليونسكو التي تُعنى بالتراث العالمي.
مجال الزيّ التقليديّ واللباس
لكلّ منطقة ودولة أزياؤها الشعبيّة التقليديّة الخاصّة بها، والتي كانت هي هوية التعريف ببلاد الشخص ومنطقة سكنه، كذلك كان الزيّ المغربيّ التقليدي طابعاً بل ومرآة لأهل المغرب، وأهمّ قطع اللباس بالنسبة للمرأة المغربيّة (التكشيطة)، وهي مؤلّفة من قطعتين من القماش الفاخر المزركشة بتطريزات كثيرة تتناغم في تصاميمها الرائعة وأشكالها وتمازج ألوانها التي تتداخل بانسجام لتنمّ عن ذوقٍ رفيع، وكانت ترتديها النساء في المناسبات الكُبرى والأعراس، وباتت في وقتنا الحالي تُواكب آخر صيحات الموضة العالمية ذات التمّيز والفرادة والفخامة، بل ومُلهمة لأهمّ المصممين العالميين الذين يستلهمون من التكشيطة التراثية جُل تصاميمهم.
مجال التراث الشفويّ
وهو كلّ ما يرويه الأجداد من قصص وأمثال توارثتها الأجيال وحفظتها في ذاكرتها الشعبيّة، كالحكايات، والأساطير، والروايات وأيضاً على سبيل المثال لا الحصر، الموسيقى الأندلسيّة وأيضاً الملحون والعيطة والأمازيغية، وهي كلّها أهازيج تراثيّة باللّهجات المحليّة، بالإضافة للعديد من الرقصات الشعبية كالأحيدوس وأحواش ساحة جامع الفنا التي تشتهر فيها مدينة مراكش.
في مجال التراث المنقول والمكتوب
يبدو مفهوم الحضارة المغربيّة جليّاً في التأثير الذي خلّفته في مختلف نواحي الحياة في المغرب، وما تمّ اكتشافه عبر الآثار واللُّقى التي تمّ العثور عليها كالنقود، والأدوات المنزليّة كالأواني المصنوعة من الخزف، وقطع الحليّ والزينة، والأدوات المُستخدمة في الزراعة، والأسلحة والصناعات الحرفيّة التقليديّة، وكلّ ما استعمله المغربيّ في جوانب حياته اليوميّة، والتي ما زال العديد منها محفوظاً وتزخر بها المتاحف المغربيّة في كافّة أرجاء المملكة.أمّا المكتوب فيُقصد فيه كل ما تمّ تدوينه وحفظه مكتوباً ضمن المخطوطات والنصوص التاريخيّة أو الوثائق.