-

مفهوم الشخصانية

مفهوم الشخصانية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم الشخصانية

تُعرفُ باللغةِ الإنجليزية بِمُصطلحِ (Personalism)، وهي عبارةٌ عن حركةٍ فلسفيةٍ قديمةٍ اهتمّتْ بدراسةِ الشخصيّة الفردية بصفتها العامل المؤثّر الرئيسي في البيئة المُحيطة بالفرد، وأيضاً تُعرفُ الشخصانية بأنها النظرة الواقعية نحو الأشياء التي تمنحُها صفة الشخصية أي تتعاملُ معها بصفةِ وجودها الواقعي، ومِن التعريفات الأخرى للشخصانية هي احتلالُ الشخصيّة مكاناً مركزيّاً في الفلسفة، والتي لا تقلُّ أهميةً عن أي مُكونٍ آخر مِن المكونات الفلسفية، بل يعتبِرُها بعضُ الفلاسفة بأنّها المُحورُ الرئيسيُّ لبناءِ الفلسفة العامة داخل المجتمع.

تاريخ الشخصانية

استخدمُ مصطلح الشخصانية فلسفياً لأولِ مرةٍ من قبل الفيلسوف، والعالم الألماني شليرماخر في عامِ 1799م، والذي أشارَ إلى الدورِ المحوري للشخصانيةِ في الفلسفة، وأنها المُؤثرُ المُباشر على بناءِ الفكر الفلسفي، واعتمد في دعمِ رأيه هذا على الدراساتِ الفلسفيّة اللاتينيّة حول فكرةِ الشخصية المُجردة، والتي تشيرُ إلى الأفرادِ الذين يوجدون في نطاقٍ اجتماعيٍ مُعينٍ يتحكمُ مُباشرةً بطبيعةِ شخصياتهم.

في القرنِ التاسع عشر للميلاد ظهرَ الفيلسوف شيلينغ الذي سعى إلى تعزيزِ فكرة تحويل الشخصانيّة مِن مُجرّد مُصطلحٍ فلسفي إلى حركةٍ فلسفيةٍ تبنّى أفكارها لاحقاً الكثيرُ من الفلاسفة، ومنهم الفيلسوف هيرمان وتز الذي نظرَ إلى الشخصانية على أنها فلسفةٌ مثالية، وربطها مع الفكر الفلسفي الأمريكي، والذي رأى بأنه سيفرضُ شخصانيته على قارةِ أوروبا كاملةً.

في القرنِ العشرين للميلاد أصبح مُصطلح الشخصانيّة مِن أهمّ المُصطلحات الفلسفيّة التي تُدرسُ في المدارسِ، والجامعات ضمنَ مواد الفلسفة للإشارةِ إلى التطورِ الفكريّ الفلسفيّ الذي تزامنَ مع الاعتمادِ على دورِ الفلسفة المُؤثر في العديدِ مِن المجالات الأخرى، مثل: السياسة، والاقتصاد لترتبط الشخصانيّة مع مجموعةٍ مِن المُصطلحات المستحدثة، مثل: الشخصانية السياسية.

خصائص الشخصانية

  • الإصرارُ على وجودِ مجموعةٍ من الاختلافات بين الشخصيات المتنوعة، والتي تُميّزُ كُلَّ شخصيةٍ عن غيرها من الشخصيات الأخرى.
  • عدمُ قابلية الشخصانية للاختصار، أي إنّ كُلَّ شخصيةٍ عبارةٌ عن عنصرٍ كاملٍ، ومُتكاملٍ لا يُمكِنُ تجزئتها، أو التعاملُ مع حالةٍ معينةٍ منها فقط.
  • لكُلّ إنسانٍ شخصيةٌ مميزة، ولا تتشابه بالضَرورةِ مع أي شخصياتٍ أُخرى، إلا في بعضِ السمات المُشتركة التي ترتبطُ بالعاداتِ العائلية، أو المُجتمعية.
  • تركّزُ على العلائقية، أي الروابطُ التي تربطُ بين الإنسان ومُحيطه سواءً رابطة الدين، أو العرق، أو اللغة، أو غيرها من الروابط الأخرى.

مجالات الشخصانية

  • الكرامة الشخصية: هي أوّلُ وأهمُ مجالٍ مِن المجالات الشخصانية، والتي تشيرُ بشكلٍ مُباشرٍ إلى التأكيدِ على ضرورةِ احترام كرامة الشخص بصفتهِ الإنسانية، وتوفير كافّة الحقوق التي تساهمُ في المُحافظةِ على إنسانيتِه في كافةِ الظروف، والأحوال التي يُوجدُ فيها، ويؤكدُ هذا المجالُ على أنّ الكرامةَ الشخصية لا تنفصلُ عن السلوك الأخلاقي، والمُرتبط باحترامِ الأفراد لبعضهم البعض داخل المجتمع.
  • الذاتية: هي المجالُ الذي يعتمدُ على وعي الإنسان بذاته، واستقلال شخصيته في العديدِ من القرارات الفردية الخاصة به، والتي لا يحقُ لأيّ شخصٍ غيره أن يتدخلَ بها، أو يسيطرَ عليها؛ فتعتبرُ الذاتية هي المُحرّكَ الرئيسي للشخصانيّة الفردية، وتُصنّف كجُزءٍ رئيسيٍ ومُهمٍ من شخصيةِ كُل إنسان.