-

مفهوم إمارة المؤمنين في الإسلام

مفهوم إمارة المؤمنين في الإسلام
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الشريعة الإسلاميّة

تميّزت الشّريعة الإسلاميّة بأنّها جاءت شريعة مهيمنةٌ خاتمة لما قبلها من الشّرائع السّماويّة، وقد كان من مقتضيات ذلك أن تتميّز تلك الشّريعة الغرّاء بخصائص وسماتٍ لم تتميّز بها ما قبلها من الشّرائع، ومن تلك الخصائص أنّها شريعةٌ شاملة في أحكامها لجميع جوانب حياة النّاس وفيها جميع الحلول لمعضلاتها .

قد كان من ضمن ما عالجته الشّريعة الإسلاميّة قضيّة الحكم والإمارة، فقد وضعت الشّريعة لهذا المفهوم منهجًا واضحًا وأحكامًا محدّدة تضمن التّطبيق الصّحيح له في الحياة، فما هو الأساس الفكري لمفهوم إمارة المؤمنين في الإسلام ؟ ومتّى ظهر هذا المفهوم على أرض الواقع ؟ وما هي أهميّته؟

مفهوم إمارة المؤمنين

جاء مفهوم إمارة المؤمنين في سنّة النّبي عليه الصّلاة والسّلام، ففي الحديث الشّريف (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم)[حسن] وقد تكون الإمارة على مستوى الجماعات الصّغيرة في السّفر أو الحضر، أو في المعارك والحروب الإسلاميّة؛ حيث يولّي الحاكم أميرًا للجيش يقودهم في المعركة، وقد تكون تلك الإمارة على مستوى الدّولة والمجتمع؛ بحيث يختار المسلمون حاكمًا عليهم وخليفة يحكمهم بشريعة الله، وفق أسس وضوابط معيّنة.

ظهر مفهوم إمارة المؤمنين بعد وفاة النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام، فقد اجتمع المسلمون على شخص وهو أبو بكر رضي الله عنه ليكون خليفةً لرسول الله عليهم وحاكمًا وأميرًا للمؤمنين، وفي وقته لم يلّقب الصديق إلاّ بخليفة رسول الله، إلاّ أنّه بعد وفاته رضي الله عنه اتفق المسلمون على أن يطلق لقب أمير المؤمنين على خليفته وهو الفاروق رضي الله عنه الذي كان أوّل من لقّب بأمير المؤمنين، ثمّ لقّب كلّ خليفة بعده بهذا اللقب.

صفات أمير المؤمنين

لا شكّ بأنّ إمارة المؤمنين لها شروطها وأحكامها فيجب اختيار الأمير بتوافقٍ واختيار من أهل الحل والعقد في الدولة أو بتزكيةٍ من الحاكم السّابق كما حصل في تزكية أبي بكر للفاروق، ثمّ حصول البيعة للحاكم من قبل المسلمين ، كما يجب أن تتوفّر في هذا الأمير صفات التّقوى، والعدالة، والكفاءة، والأمانة التي تجعله مناسبًا لتولي هذا المنصب المُهمّ في الدّولة الإسلاميّة .

أهميّة إمارة المؤمنين

لا شكّ بأنّ إمارة المؤمنين لها أهميّة كبيرة في حياة المسلمين، فبالإمارة تستقيم أمور المسلمين، ويتحقّق الأمن والاستقرار في البلد، كما أنّ لأمير المؤمنين دوراً في متابعة تطبيق شرع الله تعالى وأحكامه، ورعاية مصالح المسلمين، وغير ذلك الكثير من المهمّات، ولذلك حرص العلماء والدّعاة على الدعاء للحاكم بالتّوفيق والصّلاح لأنّ في صلاحه خيراً للناّس، وفي ضلاله وغوايته شرّ للنّاس وخسران.