مفهوم الدولة الدينية
الدولة الدينيّة
يُشير مفهوم الدّولة الدّينية إلى شكلٍ من أشكال الحكم يكون فيه لرجال الدّين السّلطة العليا واليد الطّولى في إدارة شؤون الدّولة، وسنّ القوانين، ويعرّف هذا المفهوم بالثّيوقراطيّة المشتقّة من كلمتين ثيو وتعني حكم وقراطية وتعني الدّين، فيعني هذا المفهوم حكم رجال الدّين أو حكم الدّين.
أصل فكرة الدّولة الدّينيّة
تعود أصول فكرة الدّولة الدينيّة إلى الأفكار التي أثارها المفكر والفيلسوف اليونانيّ جوزيفوس فلافيوس حينما عقد مقارنة بين الأشكال التي عرفتها السّلطة في اليونان وهي ثلاثة أشكال، الأرستقراطيّة، والملكيّة، والفوضويّة، ثمّ تبلورت فكرة الدّولة الدّينيّة بشكلٍ كبير خلال عصر النّهضة الألمانيّة؛ حيث انبرى عددٌ من الفلاسفة لمعارضتها وإبطال ما استندت إليه، ولعلّ من بين كتب في ذلك الفيلسوف الألمانيّ هيجل .
بعض أشكال الحكم الديني عبر التاريخ
قد عرفت الإنسانيّة أشكالاً للحكم الدّيني في عددٍ من الدّول، فالصّين على سبيل المثال وفي عهد مملكة شانغ كانت تُحكم من قبل حكّام كانوا أشبه برجال الدّين، وكذلك في فترة الإمبراطوريّة البيزنطيّة التي عرفت أشكالاً من الحكم الدّيني، وحكم مقاطعة فلورانسا في إيطاليا في عهد الراهب جيرولامو سافونارولا .
مفهوم الدولة الدّينيّة في الإسلام
الحقيقة أنّ التّاريخ الإسلاميّ بحقبه الزّاهرة يُشير إلى أنّ المسلمين قد عرفوا أفضل أساليب الحكم المدنيّة التي ارتقت بالدّولة الإسلاميّة لتتبوّأ مكانةً مرموقة ومتقدّمة. ففي فترة الخلافة الرّاشدة كان يتّفق المسلمون على مبايعة رجلٍ من عامّة النّاس لما توسّموا فيه من صفات العدالة والنّزاهة وليس بالضّرورة أن يكون رجل دين.
وفي هذا الحكم تكون الحكمة والسّياسة عناصر مهمّة في أسلوب الحكم، ويكون فيها محلّ للاجتهاد الإنسانيّ والحكم المدني بما لا يتعارض مع الشّريعة، فكثيرٌ من المسائل المستجدة لم تتطرّق إليها الشّريعة بالنّص وإنّما تحتاج إلى إعمال العقل والتّفكير لاستنباط الأفكار التي تصلح للنّاس .