مفهوم الزمن
الزمن
الزمن حسب النظريّة النسبيّة الخاصة هو بعد فيزيائيٌ رابع للمكان، لكنّه لا يتعدّى كونه وسيلةً أو طريقة لتحديد ترتيب الأحداث لغالبيّة البشر. يعتبر مفهوم الزمن الأعصى عن التعريف، لأنّه أمر محسوس أو يمكن تخمينه أو قياسه، ويختلف باختلاف وجهات النظر التي ينظر بها، بحيث إنّه يُمكن الحديث عن زمنٍ فيزيائي أو نفسي أو تخيلي، لكن يُمكن حصر الزمن بشكلٍ مبدئي بالإحساس الجماعي للأفراد كافةً على توالي الأحداث بطريقةٍ لا يمكن الرجوع فيها، ويتجلّى هذا التوالي بتعاقب الليل والنهار وتوالي الأيّام، وقد فرض هذا الأمر على الناس تخيل الزمن على شكل نهرٍ جارٍ باتجاهٍ محدد، ولا يمكن العودة فيه.
مفهوم الزمن
يُعتبر مفهوم الزمن أحد المطلقات؛ حيث إنّ الفترة الزمنيّة الفاصلة بين أمرين أو حدثين مختلفين هو ثابت الأمر الذي أكّد عليه المراقبون، وقد اعتبر نيوتن أنّ الزمن هو شيءٌ كونيٌّ مطلق، حيث إنّ تغيّرات الزمن ثابتة في شتّى أرجاء الكون، وهو يسير بانتظامٍ وتسارع كما هو الحال بالنسبة لجملةٍ فيزيائيّة تتحرّك حركةً مستقيمة أو دائريّة.
لا زال هذا المفهوم ينتشر بين البشر، كونه جاء مطابقاً بشكلٍ كبير لإحساسهم به، غير أنّ الفيزياء الحديثة قامت بإلغاء صفة الإطلاق التي اتصف بها الزمن عبر السنين، حيث اعتبرته النظريّة النسبيّة الخاصّة واحداً من مكونات المسرح الكوني حيث تجري جميع الأحداث، ومن هذا المنطلق أصبح لكلّ جملةٍ فيزيائيّة زمنٌ خاصٌ بها يختلف عن زمن أيّ جملةٍ فيزيائيّةٍ أخرى.
الوقت
يشير الوقت إلى المسافة الزمنيّة التي تفصل بين الأحداث، أو إنه يعبّر عن نقطةٍ معينة على الخطّ الزمني. تشتمل وحدات قياس الزمن والوقت على الثانية والدقيقة والساعة واليوم والأسبوع، إضافةً لهذا فإنّه يتمّ استخدام كسور هذه الوحدات في إشارةٍ للوقت أيضاً، أما بالنسبة للأشهر والسنوات فيكون استخدامها كوحدات لقياس الزمن هو أمرٌ غير دقيق على الرغم من شيوع هذا الاستخدام، وذلك بسبب اختلاف أطوال الشهور والسنوات (كالسنوات الكبيسة على سبيل المثال).
مفهوم الزمن في الفكر الفلسفي
يرى أرسطو أنّ الزمن بطيءٌ وسريع كما هو الحال في الحركة والتغيير، ولهذا فإنّ (الآن) تعتبر حلقة الوصل في الزمن في الوقت الذي يكون به الزمن متصلاً، إضافة إلى تقسيمه الزمن على أجزاء دون حساب (الآن) التي هي حلقة الوصل في الزمن عندما يكون به الزمن متصلاً، ويقسّم الزمن إلى أجزاء دون حساب (الآن) كجزء من الزمان، بل هي فاصلة بين الزمن الماضي والمستقبل، أي كالنقطة التي تقوم بتقسيم الخط دون أن تعيد جزءاً منه، ويعتبر الزمان دائرياً وتكرارياً، وهو أيضاً مقياسٌ للحركة.
أمّا الفيلسوف ليبنتز فقد ربط مفهوم الزمن بمحدّدات المكان، وهما عبارة عن مفهومين مرتبطين بالديمومة والامتداد الذهني.