مفهوم الإسلام الصحيح
الإسلام
الإسلام منهج عظيم وضعه الله سبحانه وتعالى للناس لكي تستقيم حياتهم، والذي وضّحه النبي -صلى الله عليه وسلّم- لهم، وللإسلام مجموعة من المبادئ التي يجب على الإنسان الالتزام بها حتى يكون مسلماً بحق؛ وهي أركان الإسلام التي بيّنها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في كثير من النّصوص والأحاديث الصّحيحة.
مفهوم الإسلام الصّحيح
لا شكّ بأنّ الله سبحانه وتعالى قد بيّن في كتابه العزيز الطّريق المستقيم لعباده، كما جاءت السّنّة النّبويّة لتشكل منارة هدى لملايين المسلمين على امتداد المعمورة نحو ما يصلح حالهم في الدّينا والآخرة ويحقّق لهم الأمن والسّعادة ورغد العيش، قال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153].
الإسلام الصّحيح يمثّل الطّريق المستقيم الواضح الذي يعرف من خلال ملامحه الظاهرة، وعلاماته النّيرة، وسماته الجميلة التي تحثّ على كلّ خيرٍ ومعروف وفضيلة وتنهى عن كلّ سوءٍ ومنكر ورذيلة.
خصائص وملامح الإسلام الصّحيح
يستطيع الإنسان أن يدرك مفهوم الإسلام الصّحيح المتميّز عن الفهم المغلوط له عندما يدرك خصائص هذا الدّين العظيم في الحياة، ومن هذه الخصائص نذكر :
- أن الإسلام الصّحيح هو دين الوسطيّة والاعتدال، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) [البقرة:143]، وإنّ وسطيّة الإسلام تتجلّى في مظاهر كثيرة في الحياة، فهو لا يكلّف النّفس الإنسانيّة ما لا تطيق من التّكاليف الشّرعيّة أو الفروض الرّبانيّة، كما أنّه يدعو المسلمين إلى الوسطيّة في كلّ شيء ففي الإنفاق المادي ينبغي على المسلم أن لا يجعل يده مبسوطة، حيث يدخل في الإسراف والتّبذير، ولا أن يجعلها مغلولة إلى عنقه، وكذلك الحال في تعامله مع النّاس وحكمه عليهم وقضائه فيهم.
- أنّ الإسلام هو دين الرّحمة والتّسامح والعفو، فمن ميّزات الدّين الصّحيح أنّه دين تسامح مع النّاس لا يتعامل معهم بأسلوب الغلظة والشّدّة وإنّما يأخذ الجميع بالرّفق واللّين والعفو عند الإساءة، فالقوّة والإعداد في الدّين هو وسيلة لتحقيق غاياتٍ مشروعة وأهدافٍ نبيلة لحفظ الأمّة وردع أعدائها، وليست الشّدّة والقوّة غايةً في ذاتها.
- أنّ الإسلام هو دين الرّبانيّة، فالمسلمون منضبطون في سلوكهم اليوميّ وتعاملهم مع بعضهم بأحكام هذا الدّين العظيم وحدوده و تشريعاته، ولا شكّ بأنّ ذلك يضمن أن يسير المسلمون وفق ما أراده الله لهم من منهج تستقيم به أحوالهم، بعيداً عن هوى النّفس والأمزجة التي تؤدّي إلى الانحراف والزيغ.