-

تاريخ ولادة سيدنا علي بن أبي طالب

تاريخ ولادة سيدنا علي بن أبي طالب
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

قلة اهتمام المسلمين بتاريخ الميلاد

اختلفت مصادر التّاريخ الإسلامي في تحديد ميلاد كثيرٍ من الشّخصيّات الإسلاميّة، ومن بينها شخصيّات الصّحابة رضوان الله عليهم، وقد كان سبب هذا الاختلاف بين الرّوايات أنّ المسلمين لم يهتموا كثيرًا بتاريخ الميلاد، ولم يحرصوا على تدوينه كما يفعل المسلمون الآن، وإنّما كانت أخبار الميلاد تتناقلها الألسن، ويتحدّث عنها النّاس في مجالسهم، كما كان النّاس أحيانًا يربطون تاريخ الميلاد بحدثٍ عظيم، فيقال مثلًا وُلِد في عام الفيل، أيّ في العام الذي حدث فيه الهجوم الشّهير من قبل أبرهة الحبشي على الكعبة المشرّفة، وما حصل من حفظ الله تعالى لبيته الحرام.

ميلاد الصّحابي الجليل علي بن أبي طالب

ومن بين الصّحابة الذين اختُلف في تاريخ ميلادهم الصّحابي الجليل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فمتى كان تاريخ ميلاده على القول الرّاجح من أقوال المؤرّخين؟ وأين كان ميلاده وكيف؟

قيل في مولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنّه كان في السّنة الثّلاثين بعد عام الفيل، وقبل الهجرة النّبويّة الشّريفة إلى المدينة المنوّرة بثلاث وعشرين سنة، وتحديدًا في اليوم الثّالث عشر من شهر رجب الموافق لليوم السّابع عشر من شهر مارس من العام 599 ميلادي، وقيل 600 ميلادي، أمّا وفاته رضي الله عنه فكانت يوم الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك من سنة أربعين للهجرة الموافق لليوم السّابع والعشرين من شهر يناير من سنة 661 ميلادي.

مكان ميلاد سيّدنا علي بن أبي طالب

أمّا المكان الذي ولد فيه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فكان مكّة المكرّمة، وقيل إنّه ولد على وجه التّحديد في الكعبة المشرّفة حينما انشق مكانٌ في الكعبة لأمّ عليّ فاطمة بنت أسد الهاشميّة فدخلت فيه فولدت عليًّا، ويسمّى هذا المكان بالمستجار، ويرى علماء السّنّة أنّ هذه الرّوايات لا تصحّ، على الرّغم من قول أحد علماء السّنّة وهو الحاكم النّيسابوري إنّ الأخبار تواترت أنّ سيّدنا علي رضي الله عنه قد ولد في الكعبة المشرّفة، ويرى علماء السّنّة أنّه لم يثبت أنّ أحدًا ولد في الكعبة سوى الصّحابي حكيم بن حزام.

سيرة الصّحابي عليّ بن أبي طالب

وقد كانت سيرة الصّحابي الجليل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه مليئة بالمواقف البطوليّة التي أنبأت عن شخصيّة عظيمة، وعقليّة فذّة وروح لم تعرف الهزيمة أو الانكسار أمام الأعداء، كما اشتهر رضي الله عنه بالزّهد والورع، وقد كان عالمًا فقيهًا وخطيبًا، وأجزلت له الكلمات وأُخذت عنه البلاغة، وقد توفّي رضي الله عنه شهيدًا، قُتل غدرًا على يدّ الخوارج رضي الله عنه وأرضاه.