-

تاريخ وفاة رسول الله

تاريخ وفاة رسول الله
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مرض الرسول عليه السّلام

مرض رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بمرض الحمى الشديدة بعد عودته من حجة الوداع بثلاثة أشهر فقط، حيث أثر فيه هذا المرض بشكل كبير جداً إلى درجة لم يستطع بها أن يقوم من مجلسه بعد أن يجلس، وقد استأذن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من زوجاته أمهات المؤمنين –رضوان الله عليهنَّ- بأن يمرض ويطبب في بيت زوجته عائشة أم المؤمنين –رضي الله عنها-. وفي هذه الأثناء أنزل الله تعالى الآية الأخيرة من آيات القرآن الكريم على فؤاد رسول الكريم الأعظم محمد –صلى الله عليه وسلم-. قال تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ).

اشتد وجع الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم- أكثر وأكثر، وفي أيامه الأخيرة زار شهداء غزوة أحد –رضي الله عنهم-، وازدادت الآلام على جسده الشريف، وكان يقول: (لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات). وقد خرج رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى الناس وألقى فيهم خطبته الشريفة التي أوصى فيها بآخر وصاياه الشريفة، فأوصاهم بالتمسك بالدين الحنيف، وأوصى الرجال بالنساء خيراً، وبدأ يدعو لكافة المسلمين بأن يمدهم الله تعالى بنصره، ويثبتهم على دينه، كما أنه أبلغ سلامه لكل أبناء أمته إلى يوم القيامة.

وفاة الرسول عليه السّلام

وبعد أن قضى رسول الله فترة من المرض خرج إلى الناس وهم يصلون صلاة الصبح، فعمَّ الفرح أرجاء المدينة المنورة، وبعد رجوعه إلى حجرة السيدة عائشة، اضطجع في حجرها، وتوفي وهو يقول بل الرفيق الأعلى من الجنة، وقد كانت وفاته في شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر من الهجرة النبوية الشريفة، الموافق الثامن من شهر يونيو من سنة ستمئة واثنين وثلاثين من الميلاد، وقد كان عمره الشريف وقت وفاته ثلاثة وستين عاماً شريفة قضى كل ثانية منها في الأعمال الصالحة، وقد انقلبت المدينة المنورة رأساً على عقب وقت وفاته، واهتز المسجد النبوي الشريف بمن فيه، فالصحابة الكرام لم يتخيّلوا أن يجيء عليهم يومٌ ورسول الله –صلى الله عليه وسلم ليس بين ظهرانيهم، يؤازرهم، ويدعمهم، ويقودهم، ويدعو إلى دين الله تعالى، ويمازحهم، ويمتعهم بكلامه النبوي الربانيّ، فكل واحد منهم له موقف معهم، وفي كل زاوية من زوايا المدينة المنورة يجدون أثراً من آثاره، فالنبي ليس شخصاً عادياً بل هو جوهرة ثمينة، فقدانه ليس بالأمر السهل، هناك أيضاً بعد آخر لحزن الصحابة على الرسول كل هذا الحزن وهو أن الصحابة الكرام أدركوا تماماً أنه بموته –صلى الله عليه وسلم- فقد انقطع الوحي عن الأرض.