-

تعريف نظرية زحزحة القارات

تعريف نظرية زحزحة القارات
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

نظرية زحزحة القارات

يُقصد بزحزحة القارات أو انجراف القارات بأنّها التحرّك النسبّي لقارات الأرض سواءً كانت هذه الحركة بالاقتراب أو الابتعاد عن بعضها البعض، وذلك لتبدو وكأنّها تنجرف عبر قاع البحر. أوّل من افترض بأنّ القارات تنجرف أو تتزحزح هو "أورتيليوس" خلال سنة 1596 للميلاد، إلا أنّ "ألفريد فيغنر" طوّر هذه الفرضية حتى اكتملت واستقلّت بشكل نهائي، وذلك خلال سنة 1912للميلاد، ولكن هذه النظريّة تعرّضت للرّفض من قِبَل البعض، كون هذه النظرية لم تُبيّن أو تشرح الآليّة التي تم بها ذلك، كما رفضها البعض كونها تضمّنت افتراضات نظرية فقط ، ثم بعد ذلك لاقت قبولاً بعد تقديم نظريّة الصفائح التكتونية الشرح الوافي عن آلية حركة القارات.

دلائل زحزحة القارات

توجد العديد من الدلائل التي تدلّ على حركة القارات على الصفائح التكتونية في وقتنا الحاضر؛ حيث عُثرعلى عدّة أحافير لحيوانات ونباتات على شواطئ بعض القارات، ممّا يدعو للاعتقاد بأنّ القارات كانت مجتمعةً في يوم ما، كما وجدت بعض الأحافير في البرازيل وجنوب أفريقيا زاحفاً يُسمّى ميسوصور؛ وهو نوعٌ من أنواع الزّواحف التي تعيش في المياه العذبة والذي يُشبه التّمساح الصغير.

تمّ اكتشاف بعض الأحافير لسحلية المجرفة، وهي نوعٌ من الزّواحف الأرضية في صخور تعود لنفس الزمن الجيولوجي في أماكن في كلٍّ من قارة أفريقيا والهند وقارة القطب الجنوبي، كما تمّ العثور على بعض أنواع دودة الأرض في أمريكا الجنوبية وأفريقيا، وتوجد هناك أمثلةٌ حيّة لا تزال موجودةً لحيوانات موجودة في قارتين مختلفتين، مثل بعض عائلات دودة الأرض التي تتواجد في قارتي أفريقيا وأمريكا الجنوبية.

نظريّة زحزحة القارات بين المعارضة والقبول

رُفضت النظريّة للعديد من السنوات؛ فلم يؤمن العديد من الجيولوجيون بالأدلّة التي تمّ تقديمها من قبل العالم الجيلوجي "فيجنر" لإثبات هذه النظرية، فبرأيهم أنّ هذه الأدلة غير كافية، وعلى الرّغم من قبول فكرة أنّ الصفائح التكتونية التي تحمل القارات تتحرك، إلا أنّها كانت من أكبر الاعتراضات التي لم يجد لها علم الجيلوجيا "فيجنر" الحلّ المناسب عندما سُئل عن طبيعة القوى التي تُحرّك تلك الصفائح.

دافع العالم الجيولوجي "آرثر هولمز" -وهو بريطاني الجنسية- عن نظريّة زحزحت القارات دفاعاً شديداً، في الوقت نفسه الّذي كانت فيه النظرية تُواجه معارضاتٍ عنيفة من بعض العلماء، ولكن في عام 1931 ميلادي تمّ اقتراح أنّ الدثار يحتوي على خلايا حمل حراري تُبدّد الحرارة إشعاعيًا، ممّا ينتج عنه حركة القشرة الأرضية.