تطور وسائل الاتصال عبر التاريخ
وسائل الاتصال
التواصل بين البشر من أقدم المظاهر الاجتماعيّة الإنسانيّة، وقد تطوّرت الأساليب والوسائل التي سهّلت عمليات التواصل منذ أقدم العصور وكان لها الفضل في التبادل الحضاري والتقدم البشريّ بصفةٍ عامة، فانتقلت تلك الوسائل من الصوتيّة والبصريّة المُباشرة إلى استخدام طرقٍ تكنولوجيّة تُتيح التواصل عن بعد وبطرقٍ أكثر إبداعاً، وصلت إلى الاتّصال المباشر بالصّوت والصّورة بين عدة أشخاص في أماكن مختلفة من العالم.
تطور وسائل الاتصال عبر التاريخ
ما قبل الميلاد
كان الاتصال بين البشر في مرحلة ما قبل اختراع الكتابة شفهيّاً فقط، وبعد اختراع الكتابة قبل حوالي خمسة آلاف عام كانت الرسومات والنقوش على الأحجار هي الوسيلة الأحدث، ومع صناعة الورق بدأت الدول القديمة الكبرى كالصّين ومصر بتطوير وسائل جديدة للتواصل؛ حيث تمّ وضع أول خدمة بريد في الصين وكانت خاصّةً بالدولة فقط، واستخدم ورق البردى على نطاق واسع في مصر الفرعونية التي كانت تحتلّ مساحاتٍ شاسعةً من أراضي العالم القديم.
ما بعد الميلاد
شهد القرن الثاني الميلادي طفرةً في وسائل الاتصال في العالم؛ حيث اخترع الصينيون الورق بشكله الحديث، كما طوّروا أوّل مطبعةٍ خشبيّةٍ، ولكن لم يتطوّر الأمر كثيراً من حيث السرعة في نقل المعلومات إلّا في حالات استخدام الحمام الزّاجل بين أرجاء الدول المختلفة، وذلك حتى ابتكار نظام التلغراف وقت حدوث الثورة الفرنسيّة في أواخر القرن الثامن عشر.
التلغراف
ظهر التلغراف بصورته الأولى في عام ألفٍ وسبعمئةٍ واثنين وتسعين، وكان يعتمد على الإشارات البصريّة بين محطاتٍ ثابتة، وكان على مستقبل الرسالة في كلّ محطة إعادة تشكيل الرموز وإرسالها إلى المحطّة التالية، وفي القرن التاسع عشر تمّ استخدام الكهرباء لأوّل مرة في خطوط التلغراف بعد ابتكار شفرة مورس التي تعتمد على النّبضات الكهربائيّة لنقل معلوماتٍ محدّدة، وتمّ إنشاء أول خطّ تلغراف كهربائيّ في العالم بين واشنطن وبالتيمور الأمريكيتين.
الهاتف
صاحب انتشار التلغراف الكهربائي حول العالم غراهام بل حاول تطوير تقنياتٍ جديدة لإرسال الذبذبات الصوتيّة عبر الأسلاك، وقد حصل غراهام بل على براءة اختراع الهاتف بعد نجاحه في إرسال صوتٍ بشريّ بتأثيرالذبذبات المغناطيسيّة، وقد أدّى اختراع الهاتف إلى تغيير شكل الحياة اليوميّة في العالم مع تَوسعة الشبكات حول العالم مع إضافة شبكات الراديو إلى عمل الهواتف.