-

الفرق بين الحب والإعجاب في علم النفس

الفرق بين الحب والإعجاب في علم النفس
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الحب والإعجاب في علم النفس

يعتمد علم النفس على دراسة الظواهر النفسية والعاطفية لدى الإنسان، ويهتم بسلوكه ومدى قدرته على التعامل مع كافة ما يدور من حوله ومدى التغيرات التي تطرأ على مشاعره وتصرفاته، وبما أنّ الحب والإعجاب لا يعبران عن أمر مادي بل بالأمور العاطفية والداخلية للإنسان، فقد اهتم علم النفس بهما وبكافة ما يتعلق بهما، بالإضافة إلى توضيح الفرق بينهما، فالحب يختلف عن الإعجاب بشكل كبير، ولكن العديد من الناس لا يستطيعون التفريق بينهم ويقعون بفخ العلاقات العاطفية الخاطئة.

الفرق بين الحب والإعجاب في علم النفس

يعتقد علماء النفس بأنّ الحب هو عبارة عن اتجاه شخص ما نحو شخص آخر، وينمو من خلال مروره بعدّة مراحل مهمة كالألفة والمودة بين الشخصين بحيث يشعران بالراحة والطمأنينة عند وجودهما مع بعضهما البعض، ومن ثم تبعية الشخصين لبعضهم البعض بشكل متبادل، والشعور بالإعجاب اتجاه الطرف الآخر يكون بتقديره، واحترامه، والإحساس بوجود عوامل وصفات مشتركة بين الطرفين، أمّا الحب فيكون مليئاً بمشاعر الامتثال والمسؤولية اتجاه المحبوب والرغبة بخدمته وجعله سعيداً.

الحب بنظر العلماء هو عملية كيميائية، تحدث في الدماغ وليس لها علاقة بالقلب كما يعتقد أغلب البشر، وعندما يحبّ شخصٌ شخصاً آخر يمكن أن لا يكون مناسباً له حسب وجه نظر الآخرين، كأن يحب رجل جميل امرأة غير جميلة، فيكون بدون سبب واضح، ولكن المعجب بشخص آخر يهتم بصفاته ويعجب بتلك الصفات على حسب ذوق كل شخص وما يناسبه، فالحب ينشأ عن تعطيل المناطق المسؤولة عن التفكير في الدماغ وتنشيط المناطق المسؤولة عن العاطفة، أمّا الإعجاب فهو عبارة عن حالة ينبهر بها الشخص المعجب بشخص آخر لسبب ما موجود به ولا يعتبر أمراً ثابتاً، ولا يخلق رابطاً قوياً وطويل الأمد كما هو الحب، وقد يكون الإعجاب خطوة من خطوات الوصول للحب بحيث يلتفت الشخص لأمر ما موجود بالشخص الآخر ويعجب به، ومن ثمّ يتمّ تطوير هذا الأمر في الدماغ حتى يصل لمرحلة الحب واعتبار المحبوب هو مركز الكون وسعادته.

هنالك نظرية مهمة لعالم النفس الأمريكي روبرت سترنبرغ والتي تقسم الحب إلى ثلاثة أقسام مهمّة، كالألفة (الإعجاب) والتي تعد الخطوة الأولى وهي التي تعبر عن مشاعر القرب والرابطة التي تربط بين الشخصين، والشغف الذي يمثل المشاعر الرومانسية والانجذاب الجنسي نحو الطرف الآخر، والالتزام والذي يمثل القرار في البقاء سوياً ومشاركة الحياة، وقوّة الحب تعتمد على مقدار قوّة أقسامه الثلاث ومدى التبادل بها من قبل الطرفين، وبهذا يظهر الإعجاب كجزء من أجزاء الحبّ والذي لا يصل للشغف والالتزام وحده دون توسعه لمفهوم الحب.