-

الفرق بين طاعة الله ورسوله وطاعة الحاكم

الفرق بين طاعة الله ورسوله وطاعة الحاكم
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الطاعة في الإسلام

قال تعالى في سورة النّساء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ){59}. بيّن المفسّرون في هذه الآية الجليلة كيف ذكر الله سبحانه وتعالى وجوب طاعته وطاعة رسوله مسبوقةً بفعل الأمر (وأطيعوا)، بينما ذكرت طاعة ولي الأمر دون أن يسبقها هذا الفعل، ولا شكّ بأنّ لهذا التّعبير القرآني دلالاتٌ معيّنة؛ حيث علّق الله سبحانه وتعالى طاعة أولي الأمر وربطها بطاعة الله وطاعة رسوله .

أهميّة طاعة الله ورسوله

  • إنّ طاعة الله سبحانه ورسوله هي علامةٌ من علامات الإيمان؛ فالمُسلم الذي يُؤمن بالله تعالى إيماناً صادقًا يُسلِّم بما جاءتْ به الشّريعة الإسلاميّة من أحكام ارتضاها الله سبحانه وتعالى للنّاس ولا يُكذِّب بأيٍّ منها، كما أنَّ المؤمن الحقّ هو من يُطيع رسول الله لإيمانه بأنّه لا يَنطق عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يوحى، فكلّ ما أتى به النّبي عليه الصّلاة والسّلام إنّما هو بوحيٍ من الله له، قال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيما ){سورة النساء:65}.
  • إنّ طاعةَ الله ورسوله هي سببٌ لدخول الجنّة ومرافقة النّبيّين، والصّديقين، والشّهداء، والصّالحين، وفي الحديث الشّريف عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام: (كلّ أمتي يدخل الجنّة إلاّ من أبى)، قيل ومن يأبى يا رسول الله، قال: (من أطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أبى).

أهميّة طاعة الحاكم وولي الأمر

إنّ أهميّة طاعةَ ولي الأمر تَكمن في كونِ طاعته تُؤدّي إلى صلاح الدّنيا والدّين، فلا تَستقيم أمورُ النّاس دون وجود حاكمٍ، وولي أمرٍ لهم يسوسهم بشريعة الرّحمن، ويسير بهم إلى برّ النّجاة والأمان.

الفرق بين طاعة الله ورسوله وطاعة الحاكم

  • إن طاعة الله ورسوله تأتي نتيجة إيمان المسلم بأنّ الله سبحانه وتعالى هو مصدر التّشريع الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكذلك الحال مع سنّة النّبي - عليه الصّلاة والسّلام التي - فهي المصدر الثّاني للتّشريع وبالتّالي فهي طاعةٌ واجبةٌ لازمةٌ في جميع جوانب التّشريع وفي جميعِ الأزمان وعلى اختلاف الأمكنة، بينما طاعة ولي الأمر معلّقة بطاعةِ الله ورسوله، فالحاكم قد يكون حاكماً عادلاً يسوس المسلمين بشريعة الرّحمن وبالتّالي تكون طاعته واجبة باعتباره خليفة في الأرض ومُنفّذاً لِشريعةِ الرّحمن، ومطبّقاً لها وليس باعتبار مُصدراً للتّشريع، فالتّشريع هو حقّ الله تعالى الذي يَعلم ما يصلح للبشر في جميع الأزمان، لذلك علّق الله تعالى طاعةَ ولي الأمر وربطها بطاعته سبحانه وطاعة رسوله، فإذا أمر الحاكم بمعصية أو شيءٍ يخالف شريعة الرّحمن فلا طاعة له على النّاس .
  • إنَّ طاعة الله ورسوله مقصودةٌ لذاتها؛ فهي سبيل المسلم للوصول إلى رضا الله تعالى ونَيل الجنّة، بينما طاعة الحاكم ووليّ الأمر ليست مقصودة لذاتها وإنّما لأمر الله بها، وباعتبار فوائدها في الدّنيا .