الفرق بين المطر والغيث
الإعجاز في القرآن العظيم
القرآن الكريم هو كتاب اللّه تعالى، أنزله على نبيّه محمّد عليه أفضل الصّلاة والتّسليم بلسان ٍعربي مبين، جاء فيه من الإعجاز البيانيّ والعلميّ الشيء الكثير، وهو مُعجزة الله تعالى الباقية الخالدة إلى يوم القيامة للعرب الذين هم أهل الفصاحة والبيان، ومن شدّة الفَصاحة والبلاغة في القرآن الكريم وقف العرب عاجزين أمامه، ولم يستطيعوا صياغة آيةٍ واحدةٍ مثله. من إعجاز القرآن الكريم البيانيّ استخدامه الصّحيح للألفاظ ووضعها في موقعها المناسب، والتّرتيب الصّحيح للكلمات والآيات، وما زالت الأسرار تتكشف والأدلّة على الإعجاز في القرآن الكريم تزداد يوماً بعد يوم.[1]
التَّرادف في القرآن الكريم
الترادف لغةً هو التتابع ، واصطلاحاً هو وجود كلمتين مختلفتين في اللّفظ تحملان المعنى نفسه. ذهب بعض علماء اللّغة إلى وجود التَّرادف في اللّغة العربية وفي القرآن الكريم ، بينما ذهب البعض الآخر من العلماء إلى نفي وجود التّرادف في القرآن وفي اللّغة العربية ككل، وافترض هؤلاء العلماء عدم وجود كلماتٍ متطابقةٍ بالمعنى تماماً، وقالوا بوجود اختلافاتٍ دقيقةٍ بين هذه الكلمات نجهلها نحن، والقرآن بإعجازه استخدمها بموقعها الصّحيح المناسب لمعناها، ومن بين الكلمات المُتقاربة في المعنى الّتي فرّق القرآن الكريم في استخدامها كلمتي المطر والغيث.[2]
الفرق بين الغَيث والمَطر
يَخلط كثيرٌ من النّاس في الاستعمال بين كلمتي الغيث والمطر، فكلمتا الغيث والمطر كلاهما تعبّران عن نفس المعنى الذي هو الماء النّازل من السّحاب، غير أنّ القرآن الكريم استخدم كلمة الغيث في مواقع، واستخدم كلمة المطر في مواقع أخرى مختلفة ، فلو تأمّلنا الآيات الّتي جاءت بها كلمة الغيث لاحظنا أنّ لفظ الغيث لا يُذكر في القرآن الكريم إلّا في مواطن النّعمة والرّحمة، ويأتي مُصاحباً للخير الوفير والعطاء، والفَرج بعد الضّيق، واليُسر بعد العُسر، وهذا يتمثّل فيما نقله الثَّعالبي من أنّ المطر إذا جاء عَقيب المحل أو عند الحاجة إليه فهو الغيث؛ ففي سورة لقمان قال سبحانه : (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ)[3]، وفي سورة الشورى قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ)[4]، وفي سورة يوسف قال سبحانه:(ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ)[5]. ولفظ المطر ومشتقّاته فيُذكرعادةً في القرآن الكريم؛ حين يُذكرالعذاب والعقاب للأقوام الكافرة، كما قال سبحانه في سورة الأعراف : (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ)[6]، وقوله تعالى في سورة هود: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ)[7]، وقوله سبحانه في سورة الشعراء : (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ)[8]. أمّا عند الحديث عن المؤمنين فيرد لفظ المطر في مقام الأذى و الابتلاء، مثل قوله تعالى في سورة النساء :( إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍأو كنتم مرضى ... )[9].[10]
المراجع
- ↑ صفاء محمد (5-5-2012)، "مقدمة حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2018. بتصرّف.
- ↑ سعيد دياب (30-3-2016)، "الترادف في القرآن الكريم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة لقمان، آية: 34.
- ↑ سورة الشورى، آية: 28.
- ↑ سورة يوسف، آية: 49.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 84.
- ↑ سورة هود، آية: 82.
- ↑ سورة الشعراء، آية: 173.
- ↑ سورة النساء، آية: 102.
- ↑ أحمد فرج (11-6-2016)، "هل تعلم.. الفرق بين المطر والغيث في القرآن؟"، alwafd، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2018. بتصرّف.