الفرق بين البحث والدراسة
البحوث والدراسات
في سياق البحوث العلميَّة، سواءً كانت هذه البحوث في الجامعات أو الكليَّات، أو في مراكز البحث المختصَّة يبرز مصطليّ البحث والدراسة، فنجد أنَّهما أحياناً يردان بنفس المعنى، وأحياناً يختلفان في بعض الزوايا وآليات وطرق البحث، فهل البحث هو الدراسة؟ أم هل بينهما فارق؟ وما الفرق بينهما؟ وهذا ما سنذكره في هذا المقال.
الفرق بين البحث والدراسة
هناك العديد من التداخلات بين مصطلحيّ البحث والدراسة، فيقول البعض أنَّ البحث هو الدراسة، ويقول البعض الآخر بأنَّ هناك فرقٌ بينهما.فالبحث يجمع فيه الباحث عملاً ميدانياً، تُجمع عناصره وبياناته من أفراد البحث مباشرة، من خلال السؤال والاستقصاء، وبذل الجهد، فهو نشاطٌ علّميّ عمليّ، لإظهار المخفيّ من العلوم، وهناك من عرفه بانّه: استخراج الحقيقة العلميّة من مواضعها المتضمنة لها.
والدراسة تقوم على جمع البيانات البحثيَّة من الكتب، والمراجع والدوريات، والنشرات الخاصّة والرسميّة، وقد عرَّفها الساعاتيب أنّها قراءة الكتب وحفظها وفهمها، ممّا يعود بالنفع على الدارس بالدرجة الأولى، فهي تثري ذهنه بالمعرفة التي يبحث عنها.
توصيات
حتى يكون البحث أو الدراسة مجدياً، وذا قيمةٍ علميَّةٍ يعتدُّ بها، فلا بدَّ من:
- اتباع المنهج العلميّ الصحيح في البحث، بذكر المراجع والمصادر، وسلامة إيعازها إلى أصحابها بدقّة، فالخلط في نسبة المعلومات إلى أصحابها، والإشارة إلى مظانّها يفرّغ البحث من قيمته العلميّة.
- الأمانة العلميّة، وذلك بأن يكون الهدف هو الوصول إلى الحقيقة، وإن خالفت هوى الباحث ورغبته، واجتهاده.
- أن يُبرز الباحث أو الدارس شخصيَّته العلميَّة في البحث، كأن يظهر رأيه الشخصيّ، واجتهاده إن كان سليماً قدرالإمكان، وفيما يسمح بذلك، ويبقي على مصداقيَّة البحث.
- الحرص على تحقق آداب الخلاف العلميّ، متى دعت الضرورة لذلك.
- الحياديّة المطلقة، ونبذ التعصُّب الفكريّ والمذهبيّ.
- الحرص على إيراد الأدلّة العلميَّة، متى دعت الضرورة لذلك.
- التزام أخلاقيّات البحث العلميّ بشكلٍ عام، بعدم نسبة ما ليس له إليه.
فوائد البحوث والدراسات
إنّ للبحوث والدراسات فوائد عظيمةٌ جداً، منها:
- إظهارٌ لقيمة العلم، وتعدادٌ لعناصره، والإفادة منها، في شتَّى جوانب الحياة، وتحقيق الكفاية في مجالاتها المتعدّدة.
- صقلٌ لشخصيَّة الباحث أو الدارس العلميَّة، وتشجيعه على الاستمرار في البحث.
- نهضةٌ للمجتمعات والأمم، فالأمم الراقية هي التي تُحسن إعداد طلبة العلم، وتحسن بذلك أيضاً في صناعة الباحثين، والدارسين في شتَّى المجالات، وتستفيد من كلّ تجارب من سبقها في هذا الميدان، فهي بالعلم وما يتعلَّق به من دروسٍ وأبحات تتقدم وترقى.