أثر صلاة الفجر في الدنيا
أهمية الصلاة
تعتبر الصلاة من أعظم الفروض والأركان التي كتبها الله على المسلمين، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي عمود الإيمان، ومعيار التمييز بين المسلمين وغيرهم من أهل الكفر، والضلال، والنفاق، وهي أول الأعمال التي يسأل عنها العباد يوم القيامة فمن حفظها في الدنيا حفظه الله، ومن ضيعها وغفل عنها ضاع وخسر وخاب.
أثر صلاة الفجر في الدنيا
إن للطاعات والعبادات أثر في الروح والنفس يجده الإنسان في الدنيا قبل أن يثاب عليه برضا الله في الآخرة، وصلاة الفجر من أكثر الشعائر تأثيراً على الإنسان فهي صلاة مفروضة بعد الثلث الأخير من الليل حيث يجاهد المسلم شهواته ليؤديها، ومن آثارها التي يجدها المسلم ما يأتي:
نشاط الجسد
تكسب صلاة الفجر جسد الإنسان النشاط والحيوية حيث ينطلق المؤمن لتحصيل معاشه وطلب رزقه وهو يشعر بأنه قوي الجسد، طيب النفس، مقبلاً على الحياة والناس، ذو عزيمةٍ متوقّدة، ونفسٍ تواقّة للبذل والعطاء والعمل، وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح هذا الأثر حينما ذكر حال من يستيقظ من نومه ولم يصلي صلاة الليل أو صلاة الفجر، وحال من حرص على أن يصلي صلاة الليل وصلاة الصبح، قل عليه الصلاة والسلام: (يَعْقِد الشَّيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كلَّ عقدة، عليك ليلٌ طويلٌ فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلَّت عقدةٌ، فإن توضَّأ انحلَّت عقدةٌ، فإن صلَّى انحلَّت عقدةٌ، فأصبح نشيطًا طيِّب النَّفس، وإلَّا أصبح خبيث النَّفس كسلانَ)[صحيح البخاري].
نفي النفاق
تنفي صلاة الفجر عن الإنسان صفة النفاق، فالمنافقون في الدنيا يعرفون بعلاماتٍ بينها الله جل وعلا في كتابه العزيز وتحدث عنها النبي عليه الصلاة والسلام في عددٍ من الأحاديث، ومنها خروجهم إلى الصلاة وهم كسالى يبتغون مراءاة الناس دون الأجر والثواب، وإن من أثقل الصلوات عليهم صلاتي الفجر والعشاء، وبالتالي فإن حرص المؤمن على أداء صلاة الفجر في وقتها يدفع عنه صفة النفاق ويجعل إيمانه بالله صادقاً دون رياء أو سمعة، ويكون لذلك الأمر أثرٌ طيب في نفوس الناس، ومحبةً في قلوبهم حيث يشهدون له بالإيمان لحرصه على أداء تلك الصلاة التي تتطلب عزيمة وصبراً.
حفظ الله للمصلي
تجعل صلاة الفجر المسلم في ذمة الله، ففي الحديث الشريف (مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، فَلا يَطلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّم)[صحيح مسلم]، وهذا أثرٌ طيب آخر لصلاة الفجر في الدنيا حيث تجعل المسلم في ذمّة الله أي حفظه ورعايته فلا يستطيع بشرٌ إيذاءه أو النيل منه أو إيقاع الضرر به.