آخر الزمان وظهور المهدي
ظهور المهدي
تكثر الفتن في آخر الزّمان وتموج بالنّاس موجًا، كما يَنتشر الظّلم والبغي انتشاراً عجيبًا حتّى يتمنّى المسلم الصّالح قدوم يومٍ يُزال فيه ذلك كلّه ليحلّ الأمن والسّلام ورغد العيش في ربوع المعمورة.
تواترت الأحاديث الشّريفة تواترًا معنويًّا في إثبات ظهور المهدي، فهو إذن مسألة ثابتة في عقيدة المسلمين، ومن الأحاديث التي جاءت في إثبات ظهور المهدي قوله عليه الصّلاة والسّلام: (كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم) [صحيح مسلم]؛ فهذا الحديث يدلّ على أنّ المسيح عليه السّلام ينزل في وقتٍ يكون فيه للنّاس إمام يجتمعون عليه وهو المهدي عليه السّلام.
ورد في حديثٍ آخر رواه مسلم أنّ المسيح عليه السّلام ينزل في وقت الصّلاة حينما يجتمع المسلمون ليُصلّي بهم أميرهم حينئذ، فيُدرك الأمير قدوم المسيح فيتأخّر حتّى يصلي بهم، فيقول المسيح عليه السّلام لأمير المسلمين بل أنت تُصلّي بنا، تكرمةً لهذه الأمّة، وهذا الأمير بلا شكّ هو المهدي إمام آخر الزمان، وفي الحديث الشّريف كذلك في إثبات ظهور المهدي قوله عليه الصّلاة والسّلام: (لا تذهب -أو لا تنقضي- الدّنيا حتّى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي) [سلسلة الأحاديث الصحيحة] .
مهمة الإمام المهدي
أخبر النبيّ عليه الصلاة والسّلام أصحابه عن أمور تكون بين يدي السّاعة وتدلّ على اقترابها، ومن بين تلك الأمور العظام ظهور الإمام المهدي؛ حيث يقوم بأداء المهمّة التي أوكل بها في نشر العدل والمساواة بين النّاس، ويمكث في الأرض سبع سنين يملؤها قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا، ويبارك الله سبحانه وتعالى في الأرزاق فتخرج الأرض ثمارها، ويكثر الخير، ويسود الأمن والسلام ربوع الأرض ببركة تطبيق حكم الله وشريعته فيها، وحينما ينزل عيسى عليه السلام يتعاون الإمام المهدي معه في قتال الدجال وأعوانه وهزيمتهم.
صفات ونسب المهدي
وصف النّبي عليه الصّلاة والسّلام المهدي وصفًا خلقيًّا، فهو أجلى الجبهة، أقنى الأنف، كما ذكر عليه الصّلاة والسّلام أنّه من نسله الشّريف وأن اسمه على اسمه فهو محمّد بن عبد الله.
مكان ظهور المهدي
لم يرد في ذلك أثرٌ صحيح وإن ورد في بعض الرّوايات أنّ راياتٍ سود تخرج من قبل المشرق فيها خليفة الله المهدي، كما ورد في بعض الروايات أن الخلافة تقوم بيت المقدس وينزل المسيح عليه السلام على المنارة الشرقية في دمشق ويتوجه إلى بيت المقدس حيث جماعة المسلمين وإمامهم.