-

أول شيء خلقه الله

أول شيء خلقه الله
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

خلق الله

التفكّر في خلق الله من أسباب الإيمان بالله سُبحانهُ وتعالى، وهذا أمرٌ مطلوب منّا كمُسلمينَ أن نقومَ به، فعلينا أن نتفكّرَ في خلقِ الله ولا نتفكّرَ في ذاتِ الله، لأنّهُ جلّ جلاله لا تُدركهُ الأبصار وهوَ يُدركُ الأبصار، وكلّما أمعنّا النظر في خلق الله اكتشفنا عظمة حِكمة الله ودقّة صُنعه التي لا يستطيع الإتيان بها غيرهُ جلّ جلاله، فالكواكب والنُجوم والمجرّات ومليارات التجمّعات الفلكيّة تنتظم حركيّاً في نظامٍ واتّزان وهذا من دلائل عظمةِ الله جلَّ جلاله.

وهُناك من الأمور الكثيرة التي غابت عن حسّنا ولم يتناهَ إليها تفكيرُنا خُصوصاً ما يتعلّق منها ببدءِ الخليقة، وفي هذا المقال سنتحدّث عن أوّل ما خلَقَ الله في هذا الكون الواسع.

أوّل مخلوقات الله

من مُقتضيات الإيمان بالله أن نؤمن بأنّهُ جلّ جلالهُ هوَ خالقُ كُلّ شيء، فهوَ سُبحانهُ وتعالى الذي خلَقَ السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام، وهوَ جلّ جلالهُ قادرٌ على أن يخلقهنّ بكلمة كُنّ فيكون، وقد خلقَ اللهُ الكون من العدم، وهُنا تكمُن عقدة العُقول البشريّة التي ينبغي لها الإيمان بقُدرة الله وعظمته.

والحديث عن أوّل ما خلقَ الله في هذا الكون هوَ مدار الجدل عند العُلماء فقال بعضُهُم إنَّ أولَ ما خلقَ الله هوَ القلَم، وهذا القلَم كانت الغاية من خلقه أن يكون به كتابة مقادير الخلق وما يكون إلى قيام الساعة، واستندوا في ذلك إلى الحديث الذي رواهُ أبو داود والترمذي وأحمد وهو حديث صحيح حيثُ يقولُ عليهِ الصلاةُ والسلام: ( إنَّ أوّلَ ما خلَقَ اللهُ القلم، ثُمَّ قالَ له: اكتب، فجرى في تلك الساعة بِما هوَ كائِن إلى يومِ القيامة)، والحديث بهذا اللفظ رواهُ الإمام أحمد.

أمّا جُمهورُ العُلماء فيقولونَ إنَّ أوّل ما خلقَ الله في الكون هوَ العرش، وهذا هوَ الرأي الراجح لدى جُمهور أهل العِلم، وأدلّتهُ كثيرة ولعلَّ من أوضحها هوَ ما رواهُ الإمام مُسلم وهوَ حديثٌ صحيح، حيث فيه إنَّ عبدالله بن عمرو بن العاص قال: سمعتُ رسولَ الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم يقول: ( كتبَ الله مقادير الخلائق قبلَ أن يخلقَ السماوات بخمسينَ ألف سنة، قال: وعرشه على الماء)، ويتّضح من هذا الحديث الشريف أنَّ الله جلّ جلاله قد كتبَ مقادير الخلائق إلى قيام الساعة، وكانتَ كتابة هذهِ المقادير بالقلم الذي خلقهُ الله تعالى، ولكن جاءت هذه المقادير وعرشُ الله قائمٌ على الماء، وفي هذا دليل على أنَّ العرش سابقُ على القلم وأنّهُ مخلوقٌ قبله.