أول ما يحاسب عليه العبد
غاية الخلق
خلق الله تعالى الإنسان وكرّمه وأحسن خلقه، فالإنسان خُلق ليعبد الله تعالى ويكون خليفته في الأرض بإعمارها، ولهذا خلال فترة حياة المرء في الدّنيا عليه أن يزرع أعمال الخير ليحصد نتائجها في الحياة الآخرة يوم الحساب، فالحياة الآخرة هي الحياة الأبديّة التي يتقرّر فيها مصير الإنسان إمّا الجنة أو النّار، فالمسلم في دنياه يحافظ على صلاته وأداء الفرائض وفعل الخيرات حتّى يؤتى كتابَه بيمينه، فيوم القيامة هو يوم الحساب على ما قدّمه المرء في حياته الدّنيا، وقد ورد عن السّنّة النّبويّة أنّ أوّل ما يحاسب عليه العبد الصّلاة.
الصّلاة
الصّلاة هي عمود الدّين فإن صلحت صلح دين المسلم وإن فسدت فسد دينه، ومن الأحاديث التي دلّت على أنّ الصلاة هي أوّل الأعمال التي يحاسب عليها العبد يوم القيامة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال:"إن أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئ قال الرّبّ عزّ وجلّ انظروا هل لعبدي من تطوّع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثمّ يكون سائر عمله على ذلك".فهذا الحديث الشّريف يدلّ على أنّ الصّلاة أوّل الأعمال التي تُعرض على الله تعالى.
فالمسلم عندما يؤدّي الصّلوات الخمس يحافظ على أداء ركعات الفريضة كما هي ويصلّيها في وقتها، ويحسن أداءها عند القيام والرّكوع والسّجود، ومن حيث الخشوع والطّهارة، فإن أتمّ هذه الشّروط صلحت صلاته ثمّ تُعرض الأعمال الأخرى على الله تعالى، وقد ورد في الحديث الشّريف أعلاه أنّه إن كان هناك نقصاً في أداء ركعات الفريضة تؤخذ من ركعات النّوافل فسبحانه إليه يرجع الأمر كلّه، فالمرء عندما تكون صلاته صحيحةً ستكون باقي أعماله صحيحةً لأنّّ الصّلاة محلّها القلب، فعندما يصلح القلب تصلح النّوايا والأعمال، والخوف من الله تعالى أعظم، وإن كانت صلاته غير صحيحة لا تراعى فيها شروط قبول الصّلاة سيظهر الخلل في أعماله، فالصّلاة ركن مهمّ من أركان الإسلام الخمسة، يحاسب عليه المسلم في البداية، ثمّ يحاسب على الزّكاة والصّيام والحجّ وسائر الأعمال الأخرى، ولهذا على المرء أن يحسن من أداء صلاته ويتقرّب من الله تعالى بالنّوافل، ويحافظ على أداء ركعات السنّة، فالنّوافل ترفع من الحسنات وتزيد من ميزان المسلم يوم الدّين، فمن الخير كلّ الخير للمرء أن يحافظ على صلاته، ولا يسهو عنها ويتركها عامداً، فالصّلاة شرف المسلم وهي التي تفرّقه عن الكافر.