أول شيء خلقه الله تعالى
أول شيءٍ خلقه الله
اختلف الفقهاء في أول ما خلق الله عزّ وجلّ، ونشأ هذا الاختلاف نظراً للتفاوت في فهم النصوص التي وردت، لا لتعارضها،[1] والأقوال المعتبرة في ذلك ثلاثةٌ، وهي:[2]
- قال ابن جَرير الطبري وابن الجوزي بأنّ القلم أول خلق الله.
- قال ابن القيّم وابن تيمية بأنّ العرش أول مخلوقات الله سبحانه.
- قال ابن مسعود بأنّ الماء خُلق قبل العرش والقلم.
وردت أقوال غير ذلك أغلبها من كلام أهل البِدع، كمن زعم أن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هو أول خلق الله، وكمن قال بأنّ العقل سبق كلّ شيءٍ في الخلق، وتلك أقوالٌ باطلةٌ.[2]
الصحيح في أول مخلوقات الله
لمّا خلق الله القلم وأمره بكتابة مقادير كل شيءٍ إلى يوم القيامة كان عرش الله على الماء، وذلك ما بيّنته السنّة النّبوية الشريفة في بعضٍ من الأحاديث، وذلك يقتضي وجود العرش وخلقه قبل خلق القلم، وبذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية بأنّ الكتابة في الذكر كانت والعرش على الماء، وقال بعض السلف إنّ الماء سبق كلّ شيءٍ، وقال ابن رجب بأنّ الماء أصل المخلوقات ومادتها، وبذلك يكون أوّل خلق الله الماء ثمّ العرش ثمّ القلم وثمّ خلق السماوات والأرض.[2][3]
كتابة مقادير الخلق
حين خلق الله القلم أمره بكتابه مقادير كلّ شيءٍ مهما كَبُر شأن المخلوقات أو قلّ، فقد أجمع الفقهاء على كتابة الله لكلّ ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة في اللوح المحفوظ كما دلّت على ذلك عدّة نصوص من الكتاب والسنة،[4] وذلك لحكمٍ كثيرةٍ يُذكر منها:[5]
- بيان علم الله المسبق الذي لا يتحوّل ولا يتبدّل.
- تسليم المسلم أمره لله، والرضى بقضائه فيما يصيبه في حياته من خيرٍ أو شرٍّ.
- إثبات مشيئة الله -عزَّ وجلّ- النافذة التي لا مانع لها.
- بيان قدرة الله وكمال صفاته.
- تعليم الخلق التدوين والكتابة، فالله المنزّه عن النسيان والخطأ دوّن علمه.
المراجع
- ↑ "الخلاف بين أهل العلم في أول المخلوقات مرجعه لفهم النصوص"، www.islamweb.net، 10-7-2012، اطّلع عليه بتاريخ 28-3-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "ما ترتيب أوائل المخلوقات المذكورة في الشرع وكيف تعرج الملائكة إلى السماء ؟"، www.islamqa.info، 2-4-2010، اطّلع عليه بتاريخ 28-3-2019م. بتصرّف.
- ↑ "ترتيب نشأة المخلوقات"، www.islamweb.net، 2-12-202، اطّلع عليه بتاريخ 28-3-2019. بتصرّف.
- ↑ إيهاب عبد الجليل عباس، "الإيمان بالقضاء والقدر"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2019م.
- ↑ "ما الحكمة من كتابة الله تعالى لمقادير الخلق في اللوح المحفوظ وهو لا يضل ولا ينسى ؟"، www.islamqa.info،15-10-2009، اطّلع عليه بتاريخ 28-3-2019. بتصرّف.