-

أول من وضع صورته على النقود

أول من وضع صورته على النقود
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

النقود

النقود عبارة عن وسيلة يتم من خلالها تبادل البضائع والخدمات بين الناس، كما تعد النقود ظاهرة اجتماعية واقتصادية بحتة؛ إذ تشغل الحيز الأهم من النشاط الاقتصادي والذي يعد بطبيعته نشاطاً اجتماعياً أيضاً، فيتعامل أفراد المجتمع بالنقود ويقبلون بها كوسيلة عامة لتبادل السلع وقياس قيمة الأشياء، وقد ظهرت النقود نتيجة للزيادة الكبيرة في عمليات التبادل للسلع والخدمات التي كانت تتم عن طريق المقايضة، والتي كانت بدورها تزداد صعوبة مع مرور الوقت.[1]

يمكن تعريف النقود بأنها أي شيء من الممكن أن يؤدي دوره كوسيط لعملية التبادل، أو هي أي شيء يقبله الناس في المجتمع كوسيط للتبادل وقياس قيمة الأشياء، ولكي يتم اعتبار الشيء نقوداً ويتم التعامل به يجب أن تتوافر فيه الشروط الآتية:[2]

  • القبول العام بين أفراد المجتمع، فيجب أن يلقى الشيء الذي يُراد التعامل به على أنّه من النقود قبولاً بين أفراد المجتمع باعتباره وسيلة لدفع قيم السلع وتبادلها.
  • قابلية الشيء للتجزئة؛ إذ يجب أن يكون الشيء قابلة لتجزئته إلى قيم أصغر مماثِلَة في القيمة بهدف تسهيل عمليات التبادل الصغيرة.
  • صعوبة تلف النقود، فيجب أن يكون الشيء الذي يؤدي وظيفة النقود غير قابل للتلف بسهولة نتيجة استخدام الناس له وتبادله باستمرار.
  • تجانس الوحدات، فيجب أن تكون كل وحدة من وحدة الشيء قابلة لأن تحل مكان الوحدة الأخرى وتصبح بديلة عنها.
  • سهولة الحمل والنقل من مكان لآخر، فيجب أن تكون النقود قابلة للحمل؛ بحيث يستطيع الشخص أن يحمل وينقل الكمية الكافية لشراء السلع مرتفعة القيمة.

للنقود دور كبير في حياة الفرد الاقتصادية والاجتماعية؛ حيث يتعامل جميع أفراد المجتمع بها في حياتهم اليومية، فيعمل الأشخاص ويكدّون في عملهم من أجل الحصول على النقود، كما يستغني الفرد عن مقدار من نقوده مقابل الحصول على خدمة أو سلعة ما، وتؤدّي النقود دوراً كبيراً في تحديد مستوى نشاط اقتصاد المجتمعات؛ حيث يعد دخل الفرد ومدخراته من النقود، كما تُعتبَر نفقات أي مشروع وعائداته من النقود، وتكون نفقات الحكومة وإيرداتها نقوداً أيضاً، وتشترك جميعها في قبول أفراد المجتمع لها وتعاملهم بها.[1][2]

أول من وضع صورته على النقود

كان الإسكندر المقدوني الملك الإغريقي هو أوّل من طبع صورته على العملات النقدية بعد تحقيقه لفتوحات وانتصارات كبيرة،[3] والإسكندر المقدوني هو من أعظم ملوك التاريخ، وكان يُلقّب بثلاثة ألقاب، وهي: المقدوني، والكبير، والثالث، وقد نشأ بطريقة خاصة ميّزته عن بقية ملوك مقدونيا، وتعلّم على يد الفيلسوف أرسطو، وقد استمدّ صفاته من أبيه وأمه ومعلّمه، وتميز بتفكيره الناضج، وسرعة انفعاله، وبحبّه وشغفه للتعلّم، إضافةً إلى صبره وحزمه وقدرته على معالجة الأمور.[4]

تولّى الإسكندر حكم مقدونيا بعد أن قُتِلَ والده في عام 336ق.م ولم يكن عمره قد تجاوز العشرين، وعلى الرغم من صِغَر سنه إلّا أنّه نجح في الوقوف في وجه الثورات التي حصلت في مدينة طيبة ودمّر المدينة، وفي عام 337ق.م فاز الإسكندر برئاسة حلفيين عسكريين في تسالية وكورنثة، وقد سهّل عليه هذا الأمر انتقاله لغزو الشرق، بالإضافة إلى حصانة مقدونيا والاستعدادات العسكرية المتوفرة فيها، وغزا الإسكندر الفرس وانتصر عليهم على الرغم من امتلاكهم لأسطول كبير يسيطر على منطقة الحوض الشرقي للبحر المتوسط؛ إلّا أنّ الإسكندر كان يرى في الفرس ما يُشعِرُه بضعفهم؛ الأمر الذي شجّعه على غزوهم، واعتمد في ذلك على السيطرة على قواعدهم البرية بداية لإضعافهم والسيطرة عليهم، وتابع الإسكندر انتصاراته طوال فترة حياته، حتى أنّه في آخر مراحل حياته عمد إلى غزو الهند التي لم يكن يعلم عنها أكثر من أنّها أرض البنجاب بحسب ما علّمه إياه أرسطو، وفي عام 323ق.م وصل إلى بابل، وكانت آخر إنجازاته فيها أنّه أنفذ بعثات استكشافية علمية، وبدأ يخطط لغزو شبه الجزيرة العربية؛ إلّا أنّه مرض مرضاً خطيراً وتوفي في شهر تموز من عام 323ق.م عن عمر يناهز 33 عاماً، أمّا حكمه فقد استمر لمدة 12 عاماً.[4]

تطور النقود

كان الأفراد في العصور القديمة والبدائية يصلون إلى الاكتفاء الذاتي عن طريق إنتاج السلع والخدمات البسيطة بأنفهسم، ومع تطور الحياة أصبح الناس يتخصّصون في إنتاج السلع، فكلّ منهم يتخصص في إنتاج خدمة أو سلعة معينة ويُقسِّمون العمل فيما بينهم، ثم ظهرت المقايضة وتطوّرت، فبدأ الأفراد بتبادل السلع،[1] وتُعرّف المقايضة بأنّها العملية التي يتم فيها تبادل الخدمات والسلع من غير استخدام النقود كوسيط للتبادل، كما أنّ السلعة قد تكون زائدة عن حاجة الشخص أو قد يكون بحاجة لها لكنّه بحاجة ملحّة أكثر للسلعة الأخرى،[2] واستخدم الأفراد سلع مختلفة للتقايض على مر العصور مثل تبادل الأحجار والجلود والملح وغيرها الكثير، وتلا ذلك استخدام بعض المعادن في عمليات المقايضة مثل النحاس والذهب والفضة، وكانت قيمتها تُحدّد بوزنها وعددها، وإما أن تكون على شكل سبائك أو أشكالاً أخرى مختلفة.[3]

تحتاج المقايضة إلى سوق كبير تتوفّر فيه جميع السلع والخدمات التي يرغب بها الأفراد؛ الأمر الذي أدى مواجهة بعض المشاكل بشأنها،[1] فمع تطور المجتمعات وازدياد حاجات الأفراد وتنوعها لم تستطع المقايضة أن تواكب عملية التطور؛ مما أدى إلى ظهور النقود.[2] ظهرت النقود بداية في مدينة بابل منذ ما يقارب 2500 سنة قبل الميلاد، كما ظهرت في الصين منذ ما يقارب 2100 سنة قبل الميلاد، وفي القرن السابع قبل الميلاد ظهرت النقود كعملة مسكوكة لأول مرة في مدينة ليديا الواقعة غرب تركيا، وكان ذلك في عهد الملك كرويسيوس، وقد سُكّت من الذهب والفضة بوزن ودرجة نقاوة محددة، وتمت الموافقة عليها وختمها رسمياً وتداولها.[3]

وتلا ذلك ظهور العملات اليونانية، ففي سنة 630ق.م ظهرت العملة اليونانية وقد رُسِم عليها حيوانات ورموز دينية وسياسية، كما انتشرت العملة اليونانية في الدول الواقعة على البحر المتوسط بعد أن فتحها الإسكندر الأكبر، وكان الإسكندر الأكبر أول ملك طبع صورته على العملة النقدية، وفي القرن السابع عشراختُرعت آلة إصدار النقود وكانت تتميز بأنّها مسنّنة الجوانب لضمان منع تزويرها، أما ظهور النقود الورقية فكان على هيئة إيصالات ورقية يعطيها صائغ الذهب والفضة عندما يحتفظ الناس بالذهب والفضة لديه، فيُعطيهم إيصالاً يمثل وسيلة دفع قيمتهم، ثم أخذت الحياة الاقتصادية بالتطور أكثر فأكثر، وبدأ إصدار نقود ورقية يمكن تحويلها إلى ذهب تبعها إصدار عملات ورقية عن السلطات المالية العليا في الدولة والتي تتمثل بالبنك المركزي، وكانت هذه العملات تتميّز بأنّها لا يمكن تحويلها إلى ذهب وإنّما تكمن وظيفتها في التبادل فقط.[3]

وظائف النقود

تعد النقود أداة هامة من أدوات الاقتصاد والسياسة، ولها وظايف متعددة من أهمها:[2]

  • النقود أداة سداد الديون والقروض: حيث تعد النقود الوسيلة الأساسية التي يتم من خلالها إبرام اتفاقية الدَّين أو الإقراض، ويستلزم هذا الأمر أن تكون قيمة النقود مستقرّة نسبياً.
  • النقود وسيط لعمليات التبادل: فيتم عن طريقها تبادل السلع في الأسواق بدلاً من القيام بعمليات المقايضة التي تُعرَف بصعوبتها وما يتبعها من مشكلات بين الأفراد، وتتميّز النقود بأنّ لها قوة شرائية كبيرة وعامة.
  • النقود وسيلة لحساب وقياس قيمة الأشياء: تُحدد قيمة السلع والخدمات بالنقود؛ الأمر الذي يؤدي إلى سهولة تبادلها بين الأفراد وفي الأسواق.
  • النقود مستودع ومخزون لقيمة الأشياء: تسمح النقود لمن يمتلكها بشراء الأشياء التي يحتاجها والحصول على الخدمات، كما يمكن تخزين قيمة النقود في شراء الأسهم والمباني وغيرها من الأشياء التي قد تكون أفضل وأكثر فائدة من بقاء النقود على حالها.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث أ.حسين عباس حسين الشمري (2014-11-19)، "تعريف النقود وأهميتها للأفراد والمجتمع"، University of Babylon كلية الإدارة والاقتصاد، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-18. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج مجيد خليل حسين (2008)، مبادئ علم الإقتصاد (الطبعة الأولى)، عمان- الأردن: زهران للنشر والتوزيع، صفحة 244-247. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث هدى عيسى الغول (2017-4-8)، "تسع مراحل من تطور الدرهم والدينار: تاريخ العملة الليبية"، القدس العربي، صفحة -. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مفيد العابد، "التاريخ و الجغرافية و الآثار › الاسكندر الكبير"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 2017-9-3. بتصرّف.