-

مدينة بومباي المتحجرة

مدينة بومباي المتحجرة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة بومباي المتحجرة

مدينة بومباي هي مدينة رومانيّة قديمة، تقع على سفح جبلٍ بركانيٍ يعرف بفيزوف والذي يرتفع حوالي ألف ومئتي متر عن سطح البحر، وتقع تحديداً بالقرب من خليج نابولي في إيطاليا، وقد اندثرت هذه المدينة فلم يتبقَ منها إلا آثارها القديمة، في هذا المقال سنتحدّث عن تفاصيل مدينة بومباي المتحجّرة.

اكتشاف بومباي

كانت بومباي مفقودةً في السابق إلا أنّ آثارها وجدت في عام ألفٍ وسبعمئةٍ وثمانيةٍ وأربعين، وقد تمّ اكتشاف العديد من الجثث فيها على حالتهم التي كانوا عليها قبل الموت، وقد غلب طابع الغنى والترف على هذه المدينة.

التاريخ

تأسّست هذه المدينة في القرن السابع أو السادس قبل الميلاد على يد شعب من وسط إيطاليا يعرفون باسم الأسكان أو الأسكانيين، وقد وقعت هذه المدينة تحت قبضة الاستعمار اليونانيّ، وقد تعرّضت هذه المدينة للعديد من الحروب ووقعت تحت قبضة العديد من المستعمرين على مرّ التاريخ، وفيما بعد أصبحت هذه المدينة ممراً هامّاً للبضائع التي تصل عن طريق البحر.

مدينة بومباي الأثرية

كانت هذه المدينة تقع تحت عهدة الحاكم الروماني نيرون، وقد كانت مدينةً عامرةً في ذلك الوقت، وتشير الدراسات إلى أنّ هذه المدينة قد تدمّرت بعد ثوران البركان المحيط بها، وظلّت هذه المنطقة في طي النسيان حتى القرن الثامن عشر، حتى تمّ اكتشاف آثار هذه المدينة عند العثور على العديد من الجثث المتحجّرة فيها؛ وسبب ظهور هذه الجثث يعود إلى حلول الغبار البركانيّ أو ما يعرف بالإسمنت الطبيعي محل الخلايا البشرية الرطبة ما ساعد على تشكيل البشر والحيوانات على الهيئة التي كانوا عليها قبل أن يحلّ بهم الموت.

كانت المدينة تحتوي على ما يقارب المئتي ألف نسمة يعيشون حياة رغدةٍ وهنيئة، ووجد علماء الآثار العديد من شبكات المياه الممتدة داخل البيوت والحمامات العامّة بالإضافة إلى الشوارع المرصوفة بالحجارة، بالإضافة إلى وجود العديد من المسارح والأسواق، حيث إنّ كلّ هذه المظاهر تدلّ على غنى هذه المدينة وتقدّمها الحضاري.

ظهرت العديد من الآثار والرسومات التي تدلّ على الحياة الاجتماعية لسكان هذه المدينة، فقد شملت هذه المدينة العديد من الطبقات الاجتماعية فكان من بينهم السادة الأحرار والعبيد، وتشير الدراسات إلى وجود العديد من العلامات الدالة على قرب انفجار البركان المحيط بهذه المدينة إلا أنّ السكان لم يأبهوا بنداء حاكمهم نيرون بضرورة ترك المدينة؛ ولعل السبب في ذلك شعورهم بأنّ وجود البركان حولهم قد جلب لهم الخير الكثير بسبب وجود التربة الغنية الصالحة للزراعة ووجود مياه الأمطار، وبعد حصول العديد من الهزات الخفيفة حصل الانفجار العميق الذي أودى بحياة الآلاف من السكان.