مقومات المجتمع المسلم
تعريف المجتمع المسلم
المجتمع المسلم هو المجتمع الرباني الأخلاقي الإنساني المتوازن الذي تربط أفراده أواصر المحبة والتكافل والرحمة، ويتعايشون فيما بينهم بمكارم الأخلاق، ويلتزمون بالعدل والشورى، وهو مجتمع كالجسد الواحد يرحم فيه الكبير الصغير، ويعطف فيه الغني على الفقير.[1]
مقوّمات المجتمع المسلم
الإيمان بوحدانية الله تعالى
يعتبر الإيمان بوحدانية الله تعالى المقوّم الأول من مقوّمات بناء المجتمع المسلم، حيث ساهم ترسيخ النبي عليه الصلاة والسلام لهذه العقيدة في نفوس وعقول الناس في توحيد مشاعرهم واهتماماتهم، وانتقلوا من الهمجية والغوغاء التي سادت حياتهم أيام الجاهلية إلى نظام جديد ظهرت فيه وتبلورت معالم شخصية الإنسان.[2]
التضامن بين مكوّنات المجتمع المسلم
أرسى النبي عليه الصلاة والسلام ركائز المودة والمحبة بين أفراد المجتمع والتي كان لها أثرها في امتزاج واندماج مكوّنات هذا المجتمع، ومما أسهم في القضاء على الفوارق الإجتماعية، والنزعات العصبية،[2] ففي الحديث الشريف: (مَثَل المؤمنين في توادِّهم، وتراحمِهم، وتعاطفِهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى).[3]
العدل
يعتبر العدل من أهم مقوّمات المجتمع الإسلامي، فهو مطلوب من هذه الأمة التي أعطاها الله تعالى العدل كأحكام وحقائق تفصيلية تفصل للمسلم كيف يعدل في بيته وولايته وعمله، فلم يكن العدل في الإسلام مجرد مبادئ عامة.[4]
حسن الخلق
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي الكريم أنّ خلقه كان القرآن، كما بين النبي عليه الصلاة والسلام الدرجة العظيمة لحسن الخلق مع الأب والأم والصديق والعدو حينما قال في الحديث: (إنَّ المؤمنَ ليُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه درجةَ الصَّائمِ القائمِ)،[5] وقد ضرب الصحابة نماذج حية في حسن الخلق جعلت كثيراً من الفساق والعصاة يتركون ما هم عليهم من العصيان والفسوق، وترق قلوبهم وتلين تأثراً بتلك النماذج.[4]
حسن التعامل مع أهل الذمة
وضع النبي عليه الصلاة والسلام فلسفة التعامل مع من خالف المسلمين في دينهم من أهل الذمة في صور ثلاثة هي البيعة، والمعاهدة، والسفراء.[2]
اتباع السنة وترك البدعة
يعدّ اتباع السنة وترك البدعة من أهم الأمور التي وصانا بها الله ورسوله بعد توحيد الله، فقد أمرنا الله باتباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام، والبعد عن البدع والمحدثات،[4] وفي الحديث: (فعليكُمْ بِسُنَّتِي وسنَّةِ الخُلفاءِ المهديِّينَ الرَّاشِدينَ، تَمسَّكُوا بِها، وعَضُّوا عليْها بالنَّواجِذِ، وإيّاكُمْ ومُحدثاتِ الأُمورِ؛ فإنَّ كلَّ مُحدَثةٍ بِدعةٌ، وكلَّ بِدعةٍ ضلالَةٌ).[6]
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو مقوّم عظيم من مقومات المجتمع الإسلامي، فلا يتحقق الصلاح للأمة الإسلامية ولا تقوم قائمتها إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،[4] قال تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).[7]
المراجع
- ↑ أ.د راغب السرجاني (2010-5-12)، "المؤاخاة في المجتمع المسلم أهميتها ومكانتها"، موقع قصة الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-4. بتصرّف.
- ^ أ ب ت أحمد المخزنجي (2015-3-16)، "مقومات المجتمع الإسلامي في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-4. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 2586، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ^ أ ب ت ث الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي، دروس للشيخ سفر الحوالي ، صفحة 5-12، جزء 13. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم: 2643، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 2549، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ سورة الحج، آية: 41.