مؤسس دولة المماليك
دولة المماليك
هي دولةً قامت في مصر وأجزاءٍ من بلادِ الشام، وأسّست حُكماً على الأراضي التي تمكنت من السيطرةِ عليها، وحصلتْ هذه الدولة على اسمها نسبةً للمماليك الذين حكموها، أمّا اسم المماليك أو المملوكيّ فهو مشتقٌ من الفعل الثلاثي (مَلَكَ) أي سيطر على الشيء وأصبح خاصّاً به، ومع مرور الوقت أصبح المسمى يُطلقُ على كلّ فارسٍ، أو طفلٍ يتمّ أسره أثناء الحرب ويصبحُ مملوكاً لكلٍّ من الدولتين العباسيّة، والأيوبية.
مؤسّس دولة المماليك
يعتبرُ السلطان عزّ الدين أيبك هو مؤسّس دولة المماليك في عام 1250م، وكان من الأمراء الذين خدموا في قصرِ السلطان الأيوبيّ نجم الدين، وقد كان عز الدين أيبك أميراً للأسطولِ البحريّ للمماليك الذين شاركوا في الحروب الصليبيّة، وبعد وفاة السلطان نجم الدين لم ترضَ الدولتين العباسيّة، والأيوبية بأن تحكم مصر زوجته شجرة الدر، ولكنّهم أيّدوا حُكمها ممّا أدى إلى اعتقالِ الكثير منهم، وليتمكنوا من الحصول على حُكمٍ شرعي يضمنُ استمرار وجودهم في مصر، سعوا إلى تزويجِ الأمير عز الدين أيبك من سلطانة مصر شجرة الدر والتي تنازلت عن حكمها له ممّا أدى إلى انتهاء حُكم الدولة الأيوبيّة، والإعلان عن حُكم دولة المماليك في مصر.
تاريخ دولة المماليك
بعد أن تمّ الإعلانُ رسمياً عن تأسيس دول المماليك في عام 1250م، أصبح لهم نفوذٌ على الكثيرِ من الأراضي المصريّة، فقرّروا وضع مجموعةٍ من الخُطط العسكريّة التي تساعدهم على غزو العديد من الأراضي الأخرى في منطقةِ شبه الجزيرة العربية، وبلاد الشام فواجهوا الغزو المغوليّ على مصر.
في عام 1260م أثناء عهد حكم السلطان المملوكي بيبرس، وضع المماليك مجموعةً من الاستراتيجيات التي ساعدتهم في السيطرة على العديد من المناطق في بلاد الشام، والتي كانت تحت حُكمِ الصليبيين، وفي عام 1290م تمكنوا من احتلال مدينة عكا، والتي كانت آخر المُدن التي احتلها الصليبيون، وكانت مدينةُ القاهرة في ذلك الوقت من المدن المتقدمة، إذ اعتبرت مركزاً تجارياً يربطُ بين العديد من الطرق التجاريّة البرية والبحرية.
في عام 1450م أصبحت دولة المماليك تعاني من ضعفٍ في حُكمها؛ إذ بدأت تفقدُ السيطرة العسكريّة، والاقتصاديّة على العديد من المناطق التابعة لها، وأدّى ذلك إلى تدهور مجتمع الدولة، ولم تتمكن من مواكبة التطوّر العسكري الذي ظهرَ في الدول الأخرى، واستمر تراجع الدولة حتى عام 1517م عندما أعلن الحاكم العثماني سليم الأول ضمّ أراضي مصر إلى الدولة العثمانيّة، ممّا أدى إلى انتهاء حُكمِ دولة المماليك.
النظامُ العسكري في دولة المماليك
كانت الدولة تعتمدُ على نظامٍ عسكري قويّ بصفته الأساس لاستمرار وجود الدولة، وقد تمّ توزيع الأفراد العسكريين على مجموعةٍ من الفئات، ومن أهمها: الحرس السلطانيّ الذي كان يهتمُ بتقديم الحماية للحاكم، ثمّ الجنود الذين كانوا يشاركون في المعارك الحربية، والأمراء العسكريون الذين يقودون الجيوش، وساهم هذا النظام العسكريُ في المحافظةِ على تفوقهم عسكرياً لسنواتٍ طويلة.