-

مقومات المجتمع المسلم وخصائصه

مقومات المجتمع المسلم وخصائصه
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

المجتمع المسلم

يتميّز المجتمع المسّلم عن غيره من المجتمعات بخصائصٍ وسماتٍ كثيرةٍ، حيث إنّه يعتبر مجتمعاً ربانيّاً يستند إلى أسس ومناهج مستمدّة من كتاب الله تعالى ومن سنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وللمجتمع الإسلاميّ بوصلة واضحة حدّدت معالم الطريق المُوصلة إلى سعادة المسلم في الدنيا والآخرة.

مقومات المجتمع المسلم وخصائصه

يقوم المجتمع المسلم على عدّة دعائم ومقوّمات، وهي كما يأتي:[1][2]

  • الإيمان بوحدانيّة الله تعالى؛ وهذا يعدّ المقوّم الأوّل من مقوّمات المجتمع المسّلم، حيث إنّه كان من نتائج ترسيخ التوّحيد في أذهان أفراد المجتمع المسّلم أن توحّدت قلوبهم ومشاعرهم وقبلتهم واهتماماتهم، وبعد أن كانت الغوغاء تسود مجتمعات الجاهليّة، تحدّدت بفضل هذا المقوّم معالم شخصيّة الفرد.
  • التضامن الإسلاميّ؛ حيث إنّ المجتمع الإسلاميّ قد تأسس على التّضامن الذي يرتكز على معاني الألفة والمودّة والرّحمة، وصفاء السريرة التي أدّت إلى سرعة اندماج أفراد المجتمع مع بعضهم، وبما يحقّق مظهر التآخي الذي قضى على الفوارق الاجتماعيّة، والنّزعات العصبيّة، وأزال الحواجز النفسيّة بين أفراد المجتمع المسّلم، فكان كما وصفه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مثل الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسّهر والحُمّى.
  • حُْسْن التعامل مع أهل الذّمة؛ فقد وضع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلسفة التعامل مع من يعيش بجِوار المسلمين ولا يؤمن برسالتهم، وقد تجلّى هذا التعامل في ثلاث صور، هي: البيعة، والمعاهدة، وإرسال السّفراء، وقد أسّس النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ طريقة التعامل مع أهل الذّمة تكون على أساس التّسامح، وتجلّت أيضاً في قبول الجزّية منهم وعدم إرغام أي أحد منهم على ترك دينه، مقابل توفير الرّعاية والأمن لهم في المجتمع الإسلاميّ.
  • تقديم أمر الله تعالى؛ إذ إنّ معنى هذا المقوّم أن يحتكم المجتمع المسّلم إلى شرع الله تعالى، وهو جزء من التوحيد الذي يحفظ للمسلم انتمائه وانتسابه لدينه، وكذلك يشتمل هذا المقوّم على عدم تقديم أي أمر بين يدي الله ورسوله، وأن يكون كلام الله -تعالى- وكلام رسوله مقدّمان على ما سواهما من الكلام، وأن يكون الاستدلال بهما، ثمّ بما يوافقهما، وفي موضع الاجتهاد والتّنازع يكون الرجوع إليهما.
  • اتّباع السنّة وترك البِدعة؛ إذ إنّ البِدَع هي من أعظم المُحرّمات، وقد نهى الله -تعالى- في القرآن الكريم عن اتّباع الهوى، فقال:(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)،[3] وقد كان الصّحابة -رضي الله عنهم- يُنكرون البِدَع التي انتشرت في عصورهم، ومن الأمثلة على ذلك: إنكار الصّحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بِدَع التّسبيح التي أحدثها بعض القرّاء.
  • الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر؛ فمن خصائص المجتمع المسّلم، وخصائص هذه الأمة أنّها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنّكر، ومقامها هذا في الدنيا هو ما يحقق لها مقامها في الآخرة، فقد قال الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).[4]
  • العدل؛ وهو يعتبر من مقوّمات المجتمع المسّلم، حيث أمر الله تعالى بالعدل في القول والعمل وفي سائر الأحوال، قال الله تعالى: ((وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ*أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ*وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ).[5]
  • حُسْن الخُلُق بين المسلمين؛ فقد كان خُلُق النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- القرآن كما وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها، وقد كان كثير من الفُسّاق يهتدون بحُسن خلق الصّحابة رضي الله عنهم.

أسس بناء المنهج في المجتمعات الإسلاميّة

إنّ من أسس بناء المجتمع المسّلم ما يأتي:[6]

  • الأُسس العقديّة؛ فمن الأسس العقديّة للإنسان في المجتمعات الإسلاميّة أن يدرك الإنسان غاية وجوده في الحياة، وهي تحقيق العبوديّة لله تعالى، قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)،[7] ووِفْق ذلك تقوم التربية الإسلاميّة على تفعيل خصائص الإنسان الفكريّة والحركيّة والوجدانيّة بما يجعله قادراً على التفاعل مع من حوله من الأحياء والأشياء وبما يحقّق غاية وجوده، وكذلك تتضمّن الأسس العقديّة إدراك أنّ الله خالق الكون، وهو المستَحقّ للعبادة، والإيمان بأنّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- هو خاتم الأنبياء، وكذلك إدراك أنّ الحياة هي دار ابتلاء، وبالتالي لا بدّ للمسلم من منهج للتعامل مع هذه الابتلاءات وِفْق معيار الحلال والحرام، وترتيب الجزاء على سلوك المسلم تجاه هذه الابتلاءات.
  • الأُسس المعرفيّة؛ فممّا يميّز المعرفة في المنظور الإسلاميّ أنّها تضيف مصدراً في غاية الأهميّة إلى جانب مصدرا الحِسّ والعقل، وهذا المصدر هو الوحي، والوحي هو كلام الله تعالى، وسنّة محمّد عليه الصّلاة والسّلام، ولا شكّ بأنّ هذا المصدر يستند إلى التصوّر الإسلامي للكون والحياة والإنسان.
  • الأُسس الاجتماعيّة؛ إذ إنّ الأُسس الاجتماعيّة التي تأسّس منهج المجتمعات الإسلاميّة تساعد على مواجهة التحدّيات الثقافيّة والحضاريّة التي تواجه المجتمعات الإسلاميّة، وخاصّة ما يتعلّق بالعولمة وأدواتها السياسيّة والاقتصاديّة، كما يساعد هذا المنهج في تربية الأبناء على حلّ المشاكل الاجتماعية التي تواجه المجتمع الإسلاميّ، مثل: ارتفاع معدّلات البِطالة والطلاق وغير ذلك.
  • الأُسس النفسيّة؛ وتتضمّن تعزيز انتماء الفرد إلى دينه، بالإضافة إلى تعميق اعتزازه بهويّة مجتمعه المسلم، وتنمية مهارات الاتصال الاجتماعي لديه، وتعزيز المسؤولية لديه تجاه أسرته ومجتمعه.

المراجع

  1. ↑ أحمد المخزنجي (2015-3-16)، "مقومات المجتمع الإسلامي في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-6. بتصرّف.
  2. ↑ "محاضرة الشيخ سفر الحوالي/ مقومات المجتمع المسلم "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-16. بتصرّف.
  3. ↑ سورة الأنعام، آية: 153.
  4. ↑ سورة آل عمران، آية: 110.
  5. ↑ سورة الرحمن، آية: 7-9.
  6. ↑ د. سعد الشدوخيّ، "حاجاتنا إلى مناهج إسلاميّة "، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-6. بتصرّف.
  7. ↑ سورة الذاريات، آية: 56.