تاريخ مدينة سلا
مدينة سلا
مدينة سلا هي عبارة عن مدينة مغربيّة قديمة تشكّل عاصمة لعمالة سلا الواقعة في غرب المغرب، وتقع هذه المدينة على الضفة الشماليّة لنهر أبي رقراق، وتحديداً على اليمين من المصب الموجود في المحيط الأطلسي بالقرب من العاصمة المغربيّة الرباط، وقد عُرفت هذه المدينة قديماً باسم شالة، وفي هذا المقال سنتحدث عن تاريخ مدينة سلا.
تاريخ مدينة سلا
يعتقد بعض المؤرخين أنّ الفينيقيين هم أول من سكنوا مدينة شالة؛ ويعود السبب في اختيارهم لهذه المدينة إلى أنّها أول نقطة للماء قابلوها بالقرب من المصب، وفيما بعد أصبحت هذه المدينة عاصمة للفينيقيين، واعتُبرت هذه المدينة المركز التجاري للفينيقيين في المغرب الأقصى.
في القرن الرابع قبل الميلاد وقعت هذه المدينة تحت قبضة الرومان الذين أقاموا فيها مستوطنة سلا، حيث أصبحت سلا فيما بعد مرفأً مزدهراً وبقيت كذلك حتى نهاية الإمبراطوريّة الرومانيّة، وبرز اسم سلا في العصر الروماني، وتحديداً في المنطقة المحيطة في الرباط التي تم إنشاؤها في فترة العصر الإسلامي، كما كانت شالة من أهم المدن التي ارتبط بها موقع المدينة، والتي عُرفت فيما بعد باسم رباط الفتح بسبب ظهور دولة المرابطين في منطقة فضاء الموجودة سمالي مدينة شالة والتي ارتبطت بمدينة شالة من ناحية إداريّة وتاريخيّة.
بلغت شالة أوج قوّتها في أوائل القرن الثالث الميلادي حين كانت المرسى الوحيد للعديد من المراكب الشراعيّة الرومانيّة التي تمدّ الرومان بكافة المحاصيل الزراعيّة، وظلّت سلا خاضعة للحكم البيزنطي حتى فتحها القائد عقبة بن نافع عام اثنين وستين هجري، وأسلم أهل مدينة سلا على يديه، إلا أنّهم ارتدوا عن الدين الإسلامي بعد مقتله في مدينة تهودة في السنة الأربعة وستين هجري، ثمّ أسلموا مرة أخرى عام تسعين هجري على يد القائد المسلم موسى بن نصير.
أهميّة مدينة سلا
اعتُبرت هذه المدينة نقطة عبور مهمة بين المدن والعواصم الإسلاميّة التي حكمت المغرب مثل فاس ومراكش؛ بفضل وجود ميناء على سواحل المدينة الذي أصبح مركزاً للتبادل التجاري بين المغرب و قارة أوروبا، والذي أدى إلى ظهور استقرار النشاط التجاري وكذلك والصناعي وذلك في حدود القرن التاسع عشر الميلادي، وفيما بعد تعرضت هذه المدينة للاستعمار الفرنسي الذي كان سبباً في تدمير العديد من الأماكن الموجودة فيها بالإضافة إلى عمليات القتل، والاعتقالات، والنفي، وتضييق الخناق على سكان المدينة.
مساجد مدينة سلا
- المسجد الأعظم: يُعرف أيضاً لدى الفئة بالجامع الكبير، ويُعتبر من أعظم المساجد في العالم الإسلامي، وتم توسيعه وإعادة بنائه في عهد السلطان الموحدي أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور.
- مسجد الشهباء: هو ثاني مسجد بني من طرف الموحدين، وبُني من قِبل السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين في النصف الثاني من القرن الحادي عشر، وأُعيد ترميمه في أواسط القرن العشرين.