-

أهمية علم التجويد

أهمية علم التجويد
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

قراءة القرآن

كتاب الله تعالى هو الكتاب الخاتم المعجز، الذي يتقرَّب المسلمون إلى الله تعالى بعبادته، وبما أنَّ الله تعالى جميل ويحب الجمال، فقد وجب أن تكون قراءة القرآن الكريم عبادةً، ودراسة، وغير ذلك قراءةً مُتقنةً وجميلة أيضاً؛ فالمسلم عندما يتعامل مع الله تعالى، يتحرَّى التقرُّب إليه بالأجود، والأجمل، والأفضل على الإطلاق، وليس هناك أجود، أو أجمل، أو أفضل من طريقة نطق الرسول لكلمات الكتاب الحكيم.

علم التجويد

يعرَّف علم التجويد بأنَّه العلم المعنيُّ بتعليم النَّاس وقارئي القرآن الكريم الطريقة التي كان رسول الله محمَّد –صلَّى الله عليه وسلَّم- ينطق بها كلام الله عزَّ وجلَّ، حيث يتمُّ تعلُّم هذا العلم من خلال المختصَّين وبشكل شفهيّ، ويحصل المتعلِّم بعد مروره بالعديد من المراحل المختلفة على إجازة من معلِّمه، أو من المؤسسَّة التي تعلَّم فيها.

أهمّيّة علم التجويد

تكمن أهميَّة علم التَّجويد في أنَّه الطريقة الوحيدة التي استطاع بها المسلمون منذ القرون الأولى للحضارة الإسلاميَّة وإلى يومنا هذا توحيد طريقة لفظ مفردات القرآن الكريم على الطَّريقة التي كانت تُنطق بها من قبل الرَّسول الأعظم؛ فبسبب دخول غير العرب في الدين الحنيف، وبسبب دخول الألسنة الأعجميَّة، وشيوع اللَّحن في القول وخاصَّة عند نطق الألفاظ المقدَّسة، لم يجد المسلمون بُدَّاً من إرساء القواعد لعلمٍ جديدٍ يُعلِّم المسلمين الطريقة الصحيحة التي تُنطق بها ألفاظ القرآن، وأوَّل من عمل في هذا الحقل هو الخليل بن أحمدٍ الفراهيديِّ، وقد قام في وقت لاحق القاسم بن سلام المُتوفَّى عام مئتين وأربعٍ وعشرين من الهجرة، بجمع كتاب عرف باسم القراءات، حيث توالت بعد ذلك الدراسات المتعدِّدة في هذا المجال، ومن الجدير ذكره أن القواعد أساساً مستمدَّة من الرسول عليه الصلاة والسلام؛ فقد حرص –صلى الله عليه وسلَّم- وقبل وفاته على أن يُعلِّم الصحابة الكرام طرق تلاوة آي الذكر الحكيم كما تلقَّاه من وحي ربِّ العالمين عن طريق الملاك جبريل الأمين.

أهمّيَّة أخرى لعلم التجويد تكمن في كونه يعطي تناسقاً صوتيَّاً جميلاً أثناء قراءة القرآن الكريم؛ فالتجويد أساساً يعني التحسين، ومن هنا فإنَّ تطبيق قواعد هذا العلم يعطي نغمةً جميلة تشدُّ السَّامعين إليها، وترغِّبهم بسماع المزيد.

هناك نوعان للَّحن في تلاوة القرآن الكريم هما؛ اللَّحن الجليُّ؛ وهو الخطاً الذي يرتكبه من يقرأ القرآن العظيم ممَّا يؤدي إلى خللٍ واضحٍ وبيِّنٍ في المعنى؛ كأن يتم استبدال حرفٍ بحرفٍ آخر، أو حركةٍ بحركةٍ أخرى، وهو لحنٌ محرَّم. أمَّا النوع الثاني من أنواع اللَّحن فهو اللَّحن الخفي؛ وهو الخطأ الذي يحصل أثناء القراءة والَّذي لا يتضمَّن أيَّ تغييرٍ في المعني، كأن يخالف القارئ أحكام التَّجويد المرعيَّة.

تتضمَّن أحكام التَّجويد على العديد من الأحكام منها؛ أحكام المدِّ، والقلقلة، والبسملة، والغنَّة، والوقف والابتداء، والنون الساكنة، والمشدَّدة والتنوين، والميم الساكنة والمشدَّدة، وما إلى ذلك.