أهمية الموقع الجغرافي للوطن العربي
الوطن العربي
يُطلق مصطلح الوطن العربي على مجموع الدول التي تجمعها صفات مشتركة أهمها التحدث باللغة العربية والقومية العربية. وعادةً ما يُطلق اسم العالم الجاف على أراضي الوطن العربي؛ لما تتصف به من أراضٍ جافة، حيث إن معظم أراضي الوطن العربي صحارى نادرة الأمطار، الأمر الذي جعل معظم سكان الوطن العربي يقصدون السواحل والجبال المرتفعة للسكن والإقامة. وتجتمع الدول العربية في منظمة عربية وإقليمية تُسمى جامعة الدول العربية والتي يقع مقرها في مدينة القاهرة في مصر. وقد أطلق العالم الغربي على الوطن العربي اسم منطقة الشرق الأدنى في نهاية القرن التاسع عشر ليتم تمييزه عن منطقة الشرق الأقصى والتي تشتمل على دول شرق آسيا، إلّا أن هذا المصطلح قد اختفى وبَطُل استعماله خاصةً بعد الحرب العالمية الثانية، ليحل مكانه مصطلح الشرق الأوسط وليدل على الدول العربية التي تقع شرق قناة السويس، يُضاف إليها إيران وتركيا. ويرى بعض الباحثين أن مصطلح الشرق الأوسط يشتمل على دول قارة آسيا العربية، ومصر والسودان من قارة أفريقيا، بالإضافة إلى إيران وتركيا وأفغانستان.[1][2]
وعدد دول الوطن العربي هو 22 دولة، 12 دولة منها في قارة آسيا، و10 دول في قارة أفريقيا. ويتكون الوطن العربي من بلاد الشام، وهي الدول التي تقع شرق البحر الأبيض المتوسط، وهي: سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين، ويطلق عليها اسم سوريا الكبرى، وتعد جزءاً من وحدة الهلال الخصيب الذي يضم العراق أيضاً، وكذلك شبه الجزيرة العربية وهي الموطن الأول للعرب، فتحاط بالبحار من جميع الجوانب باستثناء جانب الشمال وجانب الشمال الشرقي، وتضم الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، والكويت، واليمن، وعُمان، وقطر، أما الجانب الأفريقي من الوطن العربي فيضم دول شمال أفريقيا، ودول المغرب العربي أو الدول الواقعة شمال غرب أفريقيا، وتشتمل على ليبيا، وتونس، والجزائر، وموريتانيا، والمغرب والصحراء الغربية، بالإضافة إلى دول القرن الأفريقي وهي الصومال وجيبوتي. وتُعد جمهورية جزر القمر جزءاً من الوطن العربي، وتُعتبر الدولة العربية الجزرية الوحيدة فيه، كما أنها الدولة العربية الوحيدة التي تقع غرب المحيط الهندي.[1][2]
أهمية الموقع الجغرافي للوطن العربي
موقع الوطن العربي
في الحديث عن الموقع الجغرافي للوطن العربي لا بد من الإشارة إلى الموقع الجغرافي بشكلٍ عام، حيث يُعبر الموقع الجغرافي عن أهم العوامل الطبيعية المؤثرة في تحديد مركز منطقةٍ ما من مناطق العالم من ناحية القوة، والسياسات الداخلية والخارجية، وعادة ما يُسمى الموقع الجغرافي بالموقع الفلكي، أو الموقع الثابت أو المُطلق، والذي تُنسب فيه الأماكن إلى خطوط الطول ودوائر العرض.[3] وبالتطرق إلى موقع الوطن العربي يجدر ذكر امتداده بين خطوط الطول ودوائر العرض، حيث يبدأ امتداده من المحيط الأطلسي غرباً إلى الخليج العربي شرقاً على ما يقارب 6700 كم، ويقع تحديداً بين خطي طول 17 درجة غرباً، و60 درجة شرقاً ليُغطّي ما يقارب 77 درجة بين مدينة نواكشوط في موريتانيا، ومدينة مسقط الواقعة على ساحل الخليج العربي، أما امتداد الوطن العربي من الجنوب إلى الشمال فيبلغ نحو 4500 كم بين خطي عرض 2 درجة جنوباً و37 درجة شمالاً ليبلغ امتداده نحو 39 درجة، ويُعزى إلى هذا الموقع المترامي الأطراف التنوع الحاصل في المناخ والمحاصيل الزراعية المختلفة. والوطن العربي وحدة جغرافية كبيرة متماسكة تبلغ مساحتها ما يقارب 14 مليون كم2، حيث يعد أكبر مساحة من الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه أكبر مساحة من قارة أوروبا بحد ذاتها.[4]
أما موقع الوطن العربي بالنسبة إلى اليابسة والماء فيمكن القول إنه نسبي، وقد خضع لتغيرات عديدة عبر الزمن وذلك نتيجةً لحصول العديد من التغيرات الحضارية، إلّا أنه وبالمُجمل يمكن القول إن الوطن العربي يحتل الأجزاء الجنوبية الغربية من قارة آسيا، كما يحتل الأجزاء الشمالية، والشمالية الشرقية من قارة أفريقيا، فالوطن العربي هو عبارة عن مساحة ممتدة من المحيط الهادئ شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، ويُطل من الشمال على البحر المتوسط، ومن الجنوب الشرقي على الخليلج العربي، وخليج عُمان، وخليج عدن، وبحر العرب، أما بالنسبة للموقع السياسي مع الوحدات السياسية المجاورة فيحده من الشمال البحر المتوسط، ومن الشمال الشرقي تركيا، ومن الشرق إيران، أما من الجنوب فتحده كينيا، وأوغندا، وزائير، وتشاد، والنيجر، وأفريقيا الوسطى، ومالي، والسنغال، وقد ساعد موقع الوطن العربي السّياسي على زيادة العلاقات بينه وبين الدول المجاورة، وقد تحوّلت هذه العلاقات في كثيرٍ من الأحيان إلى مشاكل بسبب مطامع الدول المجاورة.[3]
أهمية موقع الوطن العربي
اكتسب الوطن العربي بسبب موقعه الجغرافي أهميةً كبرى في العصور القديمة والحديثة، حيث يطل الوطن العربي على ثلاثة بحار، وهي البحر المتوسط، والخليج العربي، والبحر الأحمر، وتتصل هذه البحار مع طرق الملاحة العالمية في المسطحات المائية الكبيرة مثل المحيط الأطلسي والمحيط الهندي، ويمتلك أربعةً من المضائق المهمة التي تتحكم بالمداخل البحرية، وهي: مضيق جبل طارق الذي يربط بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، ومضيق باب المندب الذي يربط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، وقناة السويس التي تربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر، ومضيق هرمز والذي يربط بين الخليج العربي وبحر العرب، وهو المضيق الذي يسيطر على حركة تصدير النفط من دول الخليج، كما تمتلك الدول العربية ما يقارب من 22% من احتياط الغاز الطبيعي العالمي، ونحو 62% من احتياطات النفط العالمي، وإن تدفق النفط في الوطن العربي بكميات كبيرة أدى إلى إكسابه أهميةً كبيرة في أوقات السلم وأوقات الحرب، كما أدى ذلك إلى أن يصبح الوطن العربي محوراً مهماً تتنافس وتتصارع عليه القوى السياسية الكبيرة.[2][4]
وإن وقوع الوطن العربي بين درجتي عرض 2 درجة جنوباً، و37 درجة شمالاً أدى إلى وقوعه بين النطاق المداري الجنوبي، والنطاق البارد شمالاً، الأمر الذي جعله يمثل منطقة اتصال مهمة بين المناطق الحارة وإقليم البحر المتوسط، ما جعله يحظى بما تنتجه كل منطقة من منتوجات مميزة خاصة بها. ومن الأحداث المهمة المتعلقة بموقع الوطن العربي انبعاث الأديان السماوية الثلاث على أرض الوطن العربي، وهي: الديانة الإسلامية، والديانة المسيحية، والديانة اليهودية، وانتشرت منه إلى جميع أنحاء العالم، وهو مقر للأماكن المقدسة مثل مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والقدس الشريف. ويعتبر الوطن العربي طريقاً تجارياً برياً وبحرياً عالمياً. كما قامت على أرض الوطن العربي حضارات قديمة وعريقة مثل حضارة البابليين، والآشوريين في بلاد الرافدين، والحضارة الفرعونية في مصر، والحضارات القديمة العريقة في اليمن ومنطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى حضارة الكنعانيين، والفينيقيين في بلاد الشام، وقد كان الوطن العربي المكان الذي انطلقت منه الحضارات شرقاً باتجاه آسيا، وجنوباً إلى أفريقيا، وشمالاً إلى أوروبا.[2][4]
أما الأهمية الاقتصادية لموقع الوطن العربي فتتمثل في تنوع الأقاليم المناخية ما أدى إلى تنوع المحاصيل الزراعية، وبالتالي تشكيل قوة في تكامل الإنتاج الزراعي بين دول الوطن العربي جميعها، وبسبب ضخامة الإنتاج العربي للنفط، وضخامة الاحتياطي منه أصبح الوطن العربي يشارك في التجارة العالمية بما لا يقل عن 20%، وتتنوع الخامات المعدنية في الوطن العربي بسبب تعدد التراكيب الجيولوجية، كما يتميز الوطن العربي بكثرة سواحله على البحار الأمر الذي يُكسبه أهميةً اقتصاديةً كبيرةً إذا ما تم استغلالها على الوجه الأمثل.[4] ومن مميزات الوطن العربي الجديرة بالذكر أن معظم حدوده طبيعية، كما أنه يتمتّع بالعديد من الموانئ التجارية التي يكثُر فيها صيد الأسماك، ويتمتع أيضاً بسهولة اتّصاله بالعالم الخارجي، كل ذلك زاد من أهمية موقع الوطن العربي الجغرافي.[3]
المراجع
- ^ أ ب - جغرافية الوطن العربي ، صفحة 2-5. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "نبذة تعريفية عامة حول الوطن العربي "، www.ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-27. بتصرّف.
- ^ أ ب ت أ.كفاية حسن ميثم الياسري (2014-11-13)، "الموقع الجغرافي للوطن العربي"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-27. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث يحيى نبهان (2010)، أطلس الوطن العربي، يافا العلمية للنشر والتوزيع، صفحة 9-12.