مدينة زوارة الليبية
مدينة زوارة الليبية
هي إحدى المدن الليبية المطلة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ضمن بلدية شعبية النقاط الخمس، وتفصل زوارة عن غرب العاصمة طرابلس مسافةً تُقارب 120كم، فيما لا تبعد عن الحدود التونسية الليبية سوى 60 كم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 32.000 نسمة، وذلك حسب إحصائية عام 2004م، وتعود أصول المدينة إلى الأمازيغية، وحتى وقتنا الحالي يتحدث أغلب السكان اللهجة الزوارية البربرية، ويُطلق هؤلاء على زوارة اسم تامورت، وتعني الأرض والمدينة.
تاريخ مدينة زوارة
- يرجع تاريخ المدينة إلى فترة القرن الثاني قبل الميلاد، حيثُ حقبة ماسينيسيا، وفي تلك الفترة حملت المدينة اسم (كاساس)، وعُرفت حينها بتصدير الملح، وكانت زوارة وصبراتة أو زواغة قديماً، سكناً لقبيلة زواغة، وهي قبيلة عريقة، ذكرها هيرودوت الإغريقي عام أربعمئة وعشرين قبل الميلاد.
- كتب عنها المؤرّخ اللاتيني بلين الأكبر عام 79 قبل الميلاد، وقد تطرق إليها أيضاً ابن خلدون مُتحدثاً عن زواغة وزوارة كقبيلتين متلاحمتين، تعود أصولهما إلى قبيلة زناتة، والمُرجح أن تكون أكبر القبائل البربرية، إنّ لم تكن أكبرها بالفعل، ويقول بعض المؤرخين إنّ أصول سكان قبيلة زواغة من كريت، والذين تم ذكرهم في ملحمة (الأوديسا) للشاعر هوميروس، ثم هاجروا إلى بلاد شمال القارة الإفريقية، ومع مرور مئات الأعوام اتحد هؤلاء مع البربر، وبالعموم تعني كلمة زواغة في اللغة الأمازيغية (الأشراف الأحرار).
- يرى البعض أنّ أصول سكان زوارة يعود أيضاً إلى قبائل نفوسة الأمازيغية، وقد دخل سكان مدينة زوارة معركةً حامية الوطيس ضد الاستعمار الإيطالي، وهي معركة سيدي سعيد، وذلك في موقع قرية أبو كماش.
- كان سكان المدينة في الماضي يمارسون مهنة الزراعة، إلى جانب حرفة الرعي، وصيد الأسماك، بالإضافة إلى ذلك صناعة الجير، والجبس، والملح، وتم العثور على أكبر مقابر الأمازيغ في المنطقة الغربية للمدينة، خلال السنوات الأخيرة الماضية.
اقتصاد مدينة زوارة
تقع في محيط مدينة زوارة العديد من الملاحات الضخمة، وقد كان اقتصاد المدينة قديماً قائماً على استخراج الملح من البحر المتوسط، بالإضافة إلى استخراج حجر الجير من الأراضي الملحية القريبة، أو ما يُدعى بالسبخات، وكان هذا النوع من الحجر يُستخدم بشكلٍ أساسيٍ في عملية البناء، كما أنّ مُعظم المباني القديمة وما زال بعضها موجوداً إلى اليوم، شُيد بواسطة الجبس والحجر الجيري أو الملحي.
تضم المدينة ميناءً للصيد البحري والنشاط التجاري، تم تأسيسه خلال فترة الحكم العثماني، فيما تعرض للدمار والتخريب أثناء الحرب العالمية الثانية، وبعد خروج القوات الإيطالية من ليبيا ونيل الاستقلال، تم إصلاح الميناء وترميمه.