معنى البرزخ
البرزخ
يعرف البرزخ بأنّه الحياة التي تكون بعد موت الإنسان، ويكون ما بين فترة الحياة الدنيا وصولاً إلى الحياة الآخرة، وهو حسب المعتقد الإسلامي، وفيه تبدأ المرحلة الجديدة، وتتّصف بالفترة التي يكون فيها الحساب على كل الأعمال التي قام بها العبد في حياته الدنيا، وتبدأ من اللحظات الأولى من قبض الروح، ثمّ عروجها ورحيلها إلى الدار الآخرة، بحيث تعتبر من أول المنازل، وتشمل القبر وأحواله وأهواله، كما وتبدأ عند ضمة القبر للميت، فيكون بدوره قادراً على أن يسمع صوت نعال الناس وهم حوله يشيعون به، فيبقى حتّى يسمع آخر نعلٍ يرحل عنه من المشيعين، وحينها ينزل عليه ملكان ويبدآن بسؤاله من أجل تحديد مصيره، فيسألانه من ربّك؟ وما دينك؟ ومن ذلك الرجل الذي بعث فيكم؟ فيجيب هو بدوره ربّي هو الله، وديني هو الإسلام، وذلك الرجل الذي بعث فينا هو نبي الله محمد صلّى الله عليه وسلّم.
حال كل من المؤمن والكافر في القبر
إن كان الميّت مؤمناً، فيُفتح له بابٌ في النار ويقول الملكان له هذا مقعدك في النار لو أنك كنت قد كفرت، ثم يُفتح له بابٌ في الجنة ويرى مقعده فيها، ويفسح له في القبر على مداد بصره، ويشمّ من ريحها وطيبها، ويقول ربي اقم الساعة، أمّا إذا كان الميت كافراً، فإنّ قبره يضيق عليه، ويفتح له الملكان باباً في الجنة ويقولان له هذا مقعدك في الجنة لو كنت قد آمنت بالله، ثمّ يفتحان له باباً في النار، ويقولان له هذا مقعدك في النار، ويصله منه حرارة النيران، ويرى آفاتها وحرّها وعذابها، فيقول ربي لا تقم الساعة.
الفرق بين حياة البرزح والحياة الدنيا
حياة البرزخ تختلف بشكلٍ كلي عن الحياة الدنيا وعن الحياة الآخرة، فكلّ واحدة لها مقوماتها التي تميّزها عن غيرها، ففي حياة البرزخ تسمو النفس عن كلٍ من الجسد والروح، حيث إنّ الروح لها صلة دائمة في الجسد، فهي حتّى وإن فارقت الحياة لكنّها تعود له عند سؤال الملكان للميت، وأيضاً تسليم المسلم على الميت عند زيارته له.
كما وتقتضي الحياة في البرزخ معرفة الميت لكل شخص يزوره من البشر، كما ويسمع كلام كل من يزوره، ولكن بالرغم من كل هذه الحقائق إذا أنه يوجد العديد من الأمور الغيبيّة التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ولا يعرفها أو يدركها إلا الميت نفسه، ولا بدّ أن يؤمن العبد المسلم بأنّ الموت حقيقة، وأنّه ملاقٍ ربّه في يومٍ من الأيام.