-

دلالة اسم سورة الفرقان وسبب نزولها

دلالة اسم سورة الفرقان وسبب نزولها
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

سورة الفرقان

سورة الفرقان سورةٌ مكّيّةٌ، آياتها سبعٌ وسبعون آية، ترتيبها في المصحف بعد سورة النور، وقد نزلت بعد سورة يس، سُمّيت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأنّها ‏ذكرت المعجزة الخالدة التي فرّقت بين الحق والباطل، وبين الكفر والإيمان، ألا وهي القرآن الكريم، وقد ذكرت السورة كلمة الفرقان في الآية الأولى منها حيث قال الله عزّ وجلّ: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) [الفرقان:1]، ولقد جاءت السورة مُثبّتةً لقلب الرسول صلى الله عليه وسلم ذاكرةً صفات عباد الرحمن الذين نصروا رسول الله ونصروا دعوته.

محاور السورة

تحدثت سورة الفرقان بشكلٍ رئيس عن سوء عاقبة المُكذّبين بالله ورسوله، وجاء ذلك على ثلاثة محاور في السورة هي:

  • أنواع التكذيب الذي واجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • التحذير من عاقبة الاستهزاء والتكذيب بآيات الله ورسوله.
  • تثبيت الله لرسوله وللمؤمنين.

أساب نزول السورة

نزلت سورة الفرقان في الوقت الذي كان في المشركون قد تمادوا في تكذيب الرسول واستهزائهم بدعوته، وتلك تفصيلات تنزيل بعض الآيات:

  • (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً) [الفرقان:20]، حيث عيّر المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر والفاقة، إذ إنّه يمشي في الأسواق ويأكل الطعام!، وعندما سمع ذلك رسول الله حزن صلى الله عليه وسلم حُزناً شديداً؛ فنزل إليه جبريل عليه السلام من عند ربه معزِّياً له حيث أخبره أنّ ربّ العزّة يقرئه السلام، ونزلت الآية، أي أنّهم كانوا مثل جميع البشر يبتغون المعاش في هذه الدنيا.
  • (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) [الفرقان:27]، حيث نزلت في عقبة بن أبي معيط أحد كفّار قريش، وخليله أُبي بن خلف، حيث كان عقبة بن أبي معيط جواداً كريماً؛ فلا يأتي من سفرٍ إلاَّ ويولِم في بيته وليمةً يدعو إليها سادة قريشٍ وأشرافهم ثم يدعو أشراف قريش وكبراءها إلى هذه الوليمة، وكان قد دعا النّبي محمد- صلّى الله عليه وسلّم إليها فرفض القدوم وذلك لعدم دخول عقبة في الإسلام، فبعث لرسول الله أنّه يريد النطق بالشهادتين، فلما علم بذلك صاحبه أُبي بن خلف غضب منه وهجره، كما طلب منه أن يرتدَّ عن دين محمد مقابل أن يرجع لصحبته، ففعل عقبة بن أبي معيط ما أراده خليله، فنزلت الآية الكريمة تصف حالة الندم التي سيكون عليها يوم القيامة.