-

معاني ودلالات الرحمة في الإسلام

معاني ودلالات الرحمة في الإسلام
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

معاني الرحمة ودلالتها

إنّ لفظ الرحمة كثر ذكره في القرآن الكريم، فقد ذكر في مئتين وثمانية وستين موضعاً، فورد بصيغة الاسم في أكثر مواضعه، وبصيغة الفعل في أربعة عشر موضعاً، ومن معاني لفظ الرحمة في السياق القرآني:[1]

  • تدلّ الرحمة على رقة ولطف وعطف، فيقال إنّه رحِمه حين يرق له ويعطف عليه، وتأتي الرحمة المرحمة والرّحم بمعنى واحد، والرحم هي علاقة القرابة، ويسمى رحم الأنثى رحماً لأنّها تلد منه ما يرق لها من ولد.
  • تأتي الرحمة صفة من صفات الله تعالى، تثبت له كما يليق بجلاله سبحانه، وهي كثير الورود في القرىن الكريم كصفة، ومنها قوله تعالى: (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ).[2]
  • تأتي الرحمة أيضاً بمعنى الجنة، ونمثل على ذلك أن الله يرحم المؤمنون الذي يطمعون في رحمته فيدخلهم الجنة، وذلك من قوله تعالى: (أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ).[3]
  • تأتي الرحمة تعني أيضًا النبوّة، وذلك في قوله تعالى: (وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ)،[4] وأيضاً: (وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ)،[5] فقد فسر علي بن أبي طالب الرحم هنا بأنّها النبوة.
  • تأتي الرحمة بمعنى القرآن الكريم، ومن ذلك ما ورد في الآية: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)،[6] وهو قول بعض العلماء.
  • تأتي الرحمة بمعنى المطر، وذلك في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ).[7]
  • تأتي الرحمة بمعنى الرزق والنعمة، وذلك من قوله تعالى: (قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي)،[8] وقال الشوطاني أنها النعمة والزرق، والبيضاوي قال إنها خزائن رزقه تعالى، وسائر نعمه.
  • تأتي أيضاً بمعنى المغفرة والعفو، وذلك بقوله تعالى: (كتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)،[9] ومعناها أن الله يقب التوبة من عباده.
  • تأتي الرحمة بمعنى العطف والمودة، أي أنّ المسلمون متعاطفون مع بعضهم البعض، وذلك من قوله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ).[10]
  • تأتي الرحمة بمعنى العصمة، والرحمة بمعنى النصر، والرحمة بمعنى الثواب، والرحمة أخيراً بمعنى استجابة الدعاء.

من صور الرحمة بين الخلق

نذكر من صور الرحمة بين الخلق:[11]

  • رحمة الإنسان بنفسه، فيحيمها من عذاب الله وعقابه، ويمنعها كل ما يسبب لها الأذى من الأمراض والمهالك، فقال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).[12]
  • رحمة الآباء بأبنائهم، وذلك بالرفق بهم والتودد إليهم، وحسن رعايتهم، فرحمة الأبناء في الدنيا سبب لرحمة الله تعالى بالآباء في الآخرة.
  • الرحمة بالوالدين، ورحمتهما تكون ببرهما، وإكرامهما، ومسامحتهما، وخفض جناح الذل لهما، في المشيب والكبر، وتتصل الرحمة إلى ما بعد وفاتهما، فيدعو لهما ويتصدق عنهما.
  • الرحمة بالضعفاء والمحتاجين والفقراء، وذلك بإطعامهم، والإحسان إليهم.
  • الرحمة بالحيوان، بتحريم تعذيبه والاعتداء عليه، والحث على إطعامه وسقيه.

تعريف الرحمة

الرحمة لغة: هي الرقة والعطف، والمغفرة، والغيث، والرزق، وفي الإنسان هي رقة القلب، وفي الله هي العطف، والرزق والإحسان، أما اصطلاحاً فهي تصتف يترتب عليها إيصال المنافع إللا العيد، ولو شقت عليه.[13]

المراجع

  1. ↑ "لفظ (الرحمة) في القرآن"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 17-1-2018.
  2. ↑ سورة الأنعام، آية: 133.
  3. ↑ سورة البقرة، آية: 218.
  4. ↑ سورة البقرة، آية: 105.
  5. ↑ سورة هود، آية: 28.
  6. ↑ سورة يونس، آية: 58.
  7. ↑ سورة الأعراف، آية: 57.
  8. ↑ سورة الإسراء، آية: 100.
  9. ↑ سورة الأنعام، آية: 54.
  10. ↑ سورة الفتح، آية: 29.
  11. ↑ أحمد عماري (21-2-2015), "الرحمة والتراحم بين الخلق"، شبكة الألوكة , Retrieved 17-1-2018.
  12. ↑ سورة النساء، آية: 29.
  13. ↑ "مفهوم الرحمة", مجلة البحوث الإسلامية, Retrieved 17-1-2018.