-

فضل قيام ليلة الجمعة

فضل قيام ليلة الجمعة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

يوم الجُمعة

اختلفَ العلماءُ في سببِ تسمية الجمعة بهذا الاسم؛ حيثُ اعتقدَ بعضُ أهل العلم يعتقدون أنّ السَّبب هو لأن اللهَ -عزَّ وجلَّ- خلق آدم -عليه السلام- واجتمع خلقه بالكامل في يوم الجمعة، وأمّا الرأي الثَّاني فيعتقد بأن السَّبب هو اجتماع المسلمين في هذا اليوم، والرأي الثالث يعتقدُ بأنّ جميع خلائق الله اجتمعت متكاملة في هذا اليوم.

من المُتعارفِ عليهِ عندَ المسلمين أنّهم يستقبلونَ يومَ الجمعة كما لو أنّه عيد، وقد قال الرسولُ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنّ هذا يومُ عيدٍ جعلَه الله للمسلمين، فمن جاء الجمعةَ فليغْتسل) [رواه عبد الله ابن عباس وصحّحه الألبانيّ]، وقد خصَّه الله بعباداتٍ عظيمة كصلاةِ الجمعة، إذ يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)'" [الجمعة، الآية: 9]، كما أنّ الرسول -عليه الصَّلاة والسلام- قد خصَّ هذا اليوم بإكثار الصلاة عليه، إذ قال: (من أفضلِ أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم وفيه قُبض، وفيه النَّفخة وفيه الصَّعقة. فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإنّ صلاتكم معروضة عليّ)'"، [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وصححه].

قيام ليلة الجمعة

لم يرِد أيّ دليلٍ شرعيٍّ على تخصيص ليلة الجمعة بقيام، أو نهارِه بصيام، بل وردَ عكس ذلك تماماً؛ حيث إنّ الإسلام نهى عن تخصيص قيام هذه الليلة؛ وذلك لما قاله النَّبيُّ -عليه الصَّلاة والسَّلام-: (لا تختصُّوا ليلةَ الجمعةِ بقيامٍ من بين اللَّيالي، ولا تخصُّوا يومَ الجمعةِ بصيامٍ من بينِ الأيَّامِ، إلَّا أنْ يكونَ في صومٍ يصومُهُ أحدُكُمْ)'" [رواه مسلم]، وهذا نصٌّ صريح وواضح بالنَّهي عن تخصيص ليلة الجمعة بقيام؛ حيث يُخبر الإمام النَّووي في شرحه لمسلم بأنّ هذه الكراهية (أي تخصيص ليلة الجمعة بالقيام) متَّفقٌ عليها.

ذكر العلماء بأنّ قيام ليلةٍ قبلها أو بعدها تزول بذلك الكراهية [الحموي في كتابه (غمر عيون البصائر)]، ويُخبر الحموي أيضاً بأن هذه الكراهية ليست فقط لليلةِ الجمعة، وإنَّما لباقي الأيَّام أيضاً، فإن كان النَّهيُ عن تخصيص هذه الليلة بالقيام، ونهارها بالصِّيام، فإنّه من الأولى عدم التَّخصيص لباقي الأيام، إلا ما ورد به حديث، كصيام يوم الخميس، أو ما ذكرناه سابقاً عن كثرةِ الصَّلاة على النَّبيِّ في هذا اليوم.

يذكر البعض عن الحِكمة في النَّهي عن تخصيص قيام ليلة الجمعة، وقد ذكر البعض الآخر بأن كلّ هذه الاعتقادات أو الآراء في سبب النَّهي ما هي إلا تخمينات، بغضِّ النَّظر عن صِحَّتها أو عدم صحَّتها؛ حيث إنّ أمْرَ النَّبيِّ -عليه الصلاة والسلام- واجبٌ علينا اتِّباعه، من غير سؤالٍ، إذْ يقولُ الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)'" [الحشر، الآية: 7].