فضل قراءة القرآن
القرآن الكريم
أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم، وجعله مُتعبَّدًا بتلاوته وسماع آياته، والعمل بفضائل الأعمال والأخلاق التي فيه، وتكون قراءة القرآن بالمداومة على قراءة الآيات، وتدبّر معانيها دون كللٍ أو ملل، والسّعي للوصول إلى الفهم الدقيق العميق الصحيح للآيات ومضامينها، فقراءة القرآن الكريم لا تقتصر على تتابع الختمات، والمرور على الآيات بالنظر فقط، بل تتعدّى ذلك إلى حضور القلب والعقل، ومُشاركة جميع الحواسّ في قراءته، فتتشبّع النفس من خيراته وبركاته، وأنوار عِظاته، وتتفاعل مع هديِه وتشريعاته.
قراءة القرآن الكريم
إنّ قراءة القرآن الكريم أعظم أنواع الذكر؛ لأنهّا ذكرٌ لله عزّ وجلّ بكلامه العظيم دون أيّ اجتهاداتٍ منّا، وقد عدّ كثيرٌ من العلماء ترك قراءة القرآن الكريم نوعاً من أنواع هجره والابتعاد عنه، ولهذا حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على الالتزام بتلاوته وتدبُّره، وتذوّق حلاوة الحياة في رفقته وجمال صُحبته، فكان عليه الصلاة والسلام حريصًا على المُحافظة على قراءة وِرده من القرآن الكريم يوميًا، ويجدُر بنا الاقتداء به، وتخصيص وقتٍ يوميٍّ لقراءة القرآن الكريم، وتدبّر معانيه، ويكون ذلك بهدوءٍ وتأنٍّ دون عجلةٍ أو إسراع في القراءة.
فضل قراءة القرآن الكريم
- الفوز بالأجر الكبير، والحسنات المُضاعفة؛ فقراءة الحرف الواحد من القرآن الكريم بعشر حسنات، واللهُ يضاعف لمن يشاء.
- الشّعور بالسّعادة، والفرح، والطمأنينة، والرّحمة، والبهجة الممتدّة مع قراءة كل آية من آيات القرآن الكريم، كما أنّ في قراءته شفاءٌ لكلّ مرضٍ روحيّ أو ماديّ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) [يونس:57].
- استشعار بركة القرآن الكريم، والتنعّم بالعيش مع كلام الله سبحانه وتعالى، فهو نورٌ يهدي به الله عزّ وجلّ من يشاء من عباده.
- ابتعاد النفس عن المنكرات، ففي قراءة القرآن الكريم ضبطٌ للقلب واللسان وسائر الجوارح، وتقويمٌ للفهم والفِكر، وفي قراءته عصمةٌ من الضلال والفساد في آخر الزمان، وثباتٌ على ما وصّى به الرسول صلى الله عليه وسلم من الحرص على التمسّك بالقرآن الكريم.
- كسبُ محبة الله سبحانه وتعالى ورضوانه؛ لأنّ العبد استجاب لندائه، وأطاع وامتثل لأمره عزّ وجلّ، حيث قال الله تعالى: (فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) [المزمّل:20].
- زيادة رصيد الإيمان في القلوب، وحسن التوكل على الله عزّ وجلّ، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال:2].
- الحصول على الدرجات العُلى في الجنّة، والفوز بشفاعة القرآن الكريم.
- الاهتداء إلى الصراط المستقيم، وفهم الحِكمة في كثير من الأمور، والاحتكام لما جاء فيه في كل الأمور، فهو دستور حياتنا.
- تزكية النفس والوقت والعمر، يقول سيد قطب رحمه الله: (إنّ الحياة في ظلال القرآن نعمة، نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكّيه).
- صُحبة الملائكة الأطهار لمن يتدارسون القرآن الكريم، ودفع السوء عنهم، وحصول الخيريّة لهذه الأمة إنما تكون بقراءة القرآن الكريم وتدبُّره وحفظه.