-

حديث الرسول عن ترك الجدال

حديث الرسول عن ترك الجدال
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حديث نبوي عن الجدال

قال النبي عليه الصلاة والسلام: (أَنا زعيمٌ ببيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لمن ترَكَ المراءَ وإن كانَ محقًّا وببيتٍ في وسطِ الجنَّةِ لمن ترَكَ الكذبَ وإن كانَ مازحًا وببيتٍ في أعلى الجنَّةِ لمن حسَّنَ خلقَهُ).[1]

مفهوم الجدال

إنّ المادة التي أُخذت منها لفظة الجدال هي (ج د ل)، وهي تشير إلى المحاججة، والغلبة، وشدّة الخصومة، والغرض الأساسي من الجدال هو تعجيز الطرف المقابل وإفحامه، والتنقيص منه، إما بقدح كلامه، أو نسبة الجهل والقصور إليه، وقد عدّ بعض العلماء هذا الفعل من الكبائر إن كان جدالًا في باطل، أو كان جدالًا في دين الله أو القرآن الكريم، أمّا ما يدفع الشخص إلى الجدال فيعود إلى عدد من العوامل أهمها التربية الأسرية الخاطئة، فيتعلم الجدال من أهله أو من شيخه إن كان هذا طبعهم، ومن أسبابه نقص في العدة المعرفية للشخص فيما يتعلق بأصول الكتاب والسنّة، ومنها الغرور والتكبر، وإعجاب الشخص بنفسه، وبمعارفه وعلومه، وجهله بقدر نفسه وبقدر الآخرين، ونقص تقوى الله تعالى في قلب العبد، والحقد على الناس وحب الانتقام منهم.[2]

أقسام الجدال

للجدال قسمان هما:[3]

  • الجدال المحمود: يهدف الشخص منه تقرير وإظهار الحق، بما لديه من أدلة وبراهين صادقة، وهذا النوع من الجدال مأمور، حيث أمر به الله تعالى نبيه صلّى الله عليه وسلّم، فقد قال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).[4]ومن الأمثلة عليه مجادلة عبد الله بن عباس للخوارج في عهد الخليفة علي بن أبي طالب، وكانت سببًا في رجوع خلق كثير عن هذه البدعة.
  • الجدال المذموم: يهدف الشخص منه تقرير باطل بعد بيان الحق وظهوره، طمعًا بالجاه والمال، وهذا القسم من الجدال المنهي عنه، وقد ورد في هذا النوع العديد من الآيات مُحذّرة منه، قال تعالى: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ).[5]

حتى يكون الجدال مباحًا ومحبوبًا فينبغي أن يكون بالرفق واللين، وبالتي هي أحسن، وأن يترك المجادل التكّبر والغرور، وأن يطرح مواضيع ذات فائدة وأهمية، ويركّز حديثه في صلب الأمور ويترك ثناياها.[6]

المراجع

  1. ↑ رواه النووي، في تحقيق رياض الصالحين، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 264 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  2. ↑ طه بافضل (5-1-2017)، "الجدال والمراء"، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "أقسام الجدال"، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2018. بتصرّف.
  4. ↑ سورة النحل، آية: 125.
  5. ↑ سورة غافر، آية: 4.
  6. ↑ "كفوا عن الجدال"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2018. بتصرّف.