-

أهم شعراء العصر الجاهلي

أهم شعراء العصر الجاهلي
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الشعر الجاهليّ

يعدّ الشعر الجاهليّ تراثاً عربيّاً أدبيّاً مهمّاً، وهو الشعر الذي سُرد في العصر الجاهليّ قبل الإسلام، أي ما يقارب النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلاديّ. وكان مركّزاً في الجزيرة العربيّة وعلى أطرافها. وما يميّز الشعر الجاهليّ هو وقوف شعرائه على الأطلال والتغني بها. وقد تنوّعت الأغراض الشعريّة للشعر الجاهليّ بين الرثاء والغزل، والفخر والهجاء، والمدح والحكمة، كما أنّه يسرد أحداثاً تاريخيّة مهمّة، وينقل لنا صورة عن الحياة في ذلك الزمان.[1]

وقد ظهر العديد من الشعراء الجاهلييّن المرموقينَ بشعرهم منهم: امرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى، وعنترة بن شدّاد، وعمرو بن كلثوم، ولبيد بن ربيعة، والأعشى، والنابغة الذبياني. كما كانَت للمرأة بصمة في الشعر الجاهليّ، فقد عُرف عددٌ من الشاعرات كالخنساء، وكبشة أخت عمرو، وجليلة بنت مرّة، وأميمة، وغيرهنّ.[1]

أهم شعراء العصر الجاهلي

امرؤ القيس

هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر، وهو من قبيلة يمنية تُدعى كندة.[2] نشأ امرؤ القيس في بيت عزٍّ وجاه، وتميّز منذ صغره بذكائه وسعة خياله. ولمّا أصبح شابّاً بدأ يُنشد شعراً يصوّر به عواطفه وأحلامه. وعندما صار امرؤ القيس مهتماً بالنساء بدأ ينظم أشعاراً ماجنةً، فطرده أبوه. ولمّا كان يتجوّل متسكعاً في أحياء العرب، جاءه نعيُ أبيه فقال: "ضيعني أبي صغيراً، وحمّلني دمه كبيراً، لا صحو اليوم، ولا سكر غداً، اليوم خمر، وغداً أمر"، ثم ارتحلَ ليأخذ بثأر أبيه من قبيلة بني أسد التي قتلته، فقضى حياته يتنقّل بين القبائل طلباً للنصرة وانتقاماً لأبيه. وقد وقعَ امرؤ القيس بحبّ ابنة قيصر القسطنطينيّة، فلّما وصل للقيصر خبر امرؤ القيس وابنته، أرسل له بحلّة مسمومة، أصابته بقروحٍ عديدةٍ ولهذا سُميّ بذي القروح. توفيَ بين سنتي 530 و540 دونَ أن يحقق غايته بالانتقام لأبيه.[2][3]

يتصف شعر امرؤ القيس بأنّه مرآة لحياته، ولتاريخ قومه. وقد كان امرؤ القيس مبدعاً فصاغ معانيَ وتعابيرَ شعريّة جديدة، كما كان من أوائل من فتحوا باب الشعرِ الغزليّ، بل أسهبَ به. ويزخر شعر امرؤ القيس بالتشبيهات خاصةً في شعر غزل النساء. وكان لكثرة ترحاله الأثر الواضح في سعة خياله في أشعاره. وأكثر قصائده شهرة على الإطلاق هي معلّقته التي نظمها في غزل ابنة عمّه عنيزة، وهي مكوّنة من واحد وثمانينَ بيتاً، ومطلعها:

قِـفَـا نَـبْـكِ مِـنْ ذِكْـرَى حَـبِـيبٍ ومَنْزِلِ

طُبع ديوان امرؤ القيس في باريس لأوّل مرة سنة 1828.[2][3]

عنترة بن شدّاد

هو عنترة بن شداد العبسي، كانت والدته أَمَةً حبشية يقال لها زبيبة، وكان هو عبداً كذلك. وقد عاشَ عنترة حياة طويلة حتى توفي عام 650م.[4][4]

هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم

شعر عنترة بن شدّاد

يمتاز شعر عنترة بعذوبة الأسلوب، وسهولة اللّفظ ورقّة المعنى. وتعدّ معلّقة عنترة إحدى أجمل معلقات الشعر الجاهلي، وتميّزت بشدة حماستها، وعظيم الفخر فيها، وحلاوة الغزل، وتتّصف بالانسجام والإبداع في كلّ أبياتها.[4]

عنترة وعبلة

أحبّ عنترة ابنة عمّه عبلة بنت مالك، وكانت تتميّز بجمالها وفطنتها، ولكنّ أباها وأخاها عمرو لم يكونا راضيين عن تقرّب عنترة من عبلة. وعندما تقدّم عنترة لطلب عبلة من أبيها، طلب منه مهراً قيمته ألف ناقة، فخرج عنترة لتلبية مطلبه حتى يظفر بعبلة. وعانى عنترة في رحلته تلك الكثير، فوقع في الأسر وتعرض للمصاعب، لكنّه عاد لعمّه بالمهر الذي طلبه. ولأنّ عمه لم يتوقّع ذلك منه عرضَ على فرسان القبائل الزواج من ابنته عبلة، على أن يكون المهر رأس عنترة.[5][6]

النّابغة الذبيانيّ

هو زيادة بن معاوية بن غيظ بن مرة، وكنيته أبو أمامة.[7] ولد النّابغة الذبياني عام 535م. ولُقّب بالنابغة لنبوغه في الشّعر، ويعدّ من شعراء الطبقة الأولى مع امرئ القيس. كان النابغة الذبياني عزيزاً في قومه، مفتخراً بنفسه، وكان يلقي الشعر على الملوك فيكرمونه بالعطايا، فأصبح غنيّاً. وكانَ النابغة مقرّباً من الملك النّعمان، وبعد ذلك حصل خلاف بينهما اختلفت الروايات في سببه، مما اضطر النابغة إلى الذهاب للشّام ليمدح غيره من الملوك، ولكنّه حاولَ جاهداً أن يعودَ لبلاط النّعمان، فقبل النّعمان اعتذاراته وصفح عنه. وقضى الناّبغة حياته يمدح الملوك حتى توفي عام 604م.[7]

شعر النّابغة الذبيانيّ

يتميّز شعر النّابغة بالعاطفة القوّية، سواء كانت رهبةً للممدوح أو حماسةً لصفاته. وتعلو أبياته مسحةٌ من الحزن والقلق والتشاؤم، بمحاولةٍ منه لإيصال المعنى المقصود بشكل أدق، كما أنّ الألفاظ التي يستخدمها في شعره متناغمةٌ ومنسجمة ودقيقة. ويتنوّع شعره بين الغزل والاعتذار والفخر والمدح. ومن أشهر أشعاره معلّقته التي كتبها في واحدٍ وخمسين بيتاً، وفي مطلعها:[7]

يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ

الخنساء

هي تماضر بنت عمرو بن الشريد من قبيلة سليم.[8] الخنساء لغةً: بقرة الوحش، وقد لُقّبت بذلك لحسنها. نشأت الخنساء في بيت عزّ فكانت لها المكانة المرموقة. وقد فقدت الخنساء في حياتها شقيقها معاوية، ثمّ صخراً، فرثتهما بأكثر أشعار الرثاء بلاغةً وألماً. وعندما جاءَ الإسلام وفدت مع قومها إلى رسول الله وأسلمت. وفي عهد الإسلام حدثت معركة القادسيّة عام 638م، وكان للخنساء أربعة بنين، فأرسلتهم للحرب. ولمّا وصلها خبر استشهادهم جميعاً قالت: الحمد لله الّذي شرّفني بقتلهم، فضربَ بها المثل لصبرها.[8]

شعر الخنساء

تعدّ الخنساء من أكثر النساء فصاحةً في الشعرِ عبر تاريخِ الشعرِ العربيّ، وقد تميّز شعرها بالعاطفة الجيّاشة التي تجعلها تبالغ أحياناً بسبب شدّة حزنها، ويتّصف شعرها كذلك ببراعة الأوصاف وتعددّها، وكثرة استخدام أسلوب الاستفهام كما في بيتها المشهور:[8][9]

أعينيّ جودا ولا تجمُدا

المراجع

  1. ^ أ ب هدى التميمي ( 2015 )، الأدب العربيّ عبر العصور ، لبنان : دار السّاقي ، صفحة 32،33،36،48.
  2. ^ أ ب ت الأعلم الشنتمري، أشعار الشعراء الستة الجاهليين، صفحة 2،3،11،12.
  3. ^ أ ب د.شوقي ضيف (2008)، تاريخ الأدب العربيّ: العصر الجاهليّ، القاهرة: دار المعارف، صفحة 240،243.
  4. ^ أ ب ت ث الأعلم الشنتمري، أشعار الشعراء الستة الجاهليين ، صفحة 169,170.
  5. ↑ عماد البليك (16-9-2016)، "هل كان حب عنترة لعبلة مزيفاً؟"، http://www.alarabiya.net ، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2017.
  6. ↑ رباز حجير (29-11-2017)، "قصص حب حقيقية خلدها التاريخ "، http://www.sayidaty.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2017.
  7. ^ أ ب ت الأعلم الشنتمري، أشعار الشعراء الستة الجاهليين، صفحة 61-64.
  8. ^ أ ب ت بهاء الدّين زهوي ، طبقات الشعراء العرب ، صفحة 128-131.
  9. ↑ الخنساء، ديوان الخنساء ، صفحة 8.