العالم المسلم الذي اكتشف الضوء
اكتشاف الضوء
يُعّد الضوء من أكثر الاكتشافات الهامة التي أنعم الله بها علينا، حيث كرسّت كوكبة من العلماء وقتها للكشف عن كلّ ما يخدم البشرية في الحياة، وكان الضوء واحداً من هذه الاكتشافات العظيمة التي خدمت البشرية حتّى وقتنا هذا، ويرجع الفضل الأول في اكتشافه إلى العالم المسلم ابن الهيثم؛ وأكمل العلماء مسيرته وفتحوا الآفاق وتوسعّوا في اكتشافاتهم. فقد تمكّن ابن الهيثم من وصف الضوء وتعريفه بأنّه حُزمة من الجسيمات الصغيرة جداً تسير بخط مستقيم ويستحيل رؤيتها بالعين المجردة، وجاء ذلك بعد أن قال بأنّ الضوء عبارة عن مجموعة من الموجات التي لها القدرة على التموّج وتغيير اتجاهها وفقاً لما يواجهها من عوائق، وجُمع ذلك كله بعلم البصريات الذي ارتبط باسمه.
ابن الهيثم
هو العالم المسلم الحسن بن الحسن بن الهيثم، يعرف بأبي علّي، وله إسهامات كثيرة في مختلف المجالات العلمية وخاصة الرياضيات، وعلم الفلك، والفيزياء، والهندسة، وطب العيون، والفلسفة، والإدراك البصري، وخص بالاهتمام مجال العلوم بشكل أكبر، كما قدّم كماً هائلاً من المؤلفات والمكتشفات العلمية.
يُعد ابن الهيثم من روّاد الفيزياء التجريبية، وخاصة ممن تعاملوا مع نتائج الرصد والتجارب، كما أنّه المؤسس الأول لعلم المناظر، ولابن الهيثم أثرٌ عميقٌ في تصحيح عدد من المفاهيم بناءً على نظريات كلٍّ من أرسطو وبطليموس وإقليدس، فتمكن من إثبات حقيقة مصدر الضوء بأنه من الأجسام إلى العين وليس العكس، لذلك يعود له الفضل في الإشارة إلى اختراع الكاميرا، كما انّه قدّم شرحاً مفصلاً للعين.
سيرة ابن الهيثم
وُلِد ابن الهيثم في الأول من شهر يوليو عام 965م في مدينة البصرة في العراق خلال العصر الذهبي للإسلام، وتضاربت الآراء والأقاويل حول أصله ما بين عربي أم فارسي، إلّا أنّ الغالبية تؤكد بأنّه من أصول عربية.
نشأ ابن الهيثم وترعرع في مسقط رأسه، وانضم إلى أقرانه في الكُتاب لتلقي العلوم في البصرة، وتمكن خلال ذلك من قراءة كتب العقيدة الإسلامية والكتب العلمية، وانتقل بعدها إلى القاهرة للعمل هناك بفضل مقولته الشهيرة (لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملاً يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة أو نقصان)، حيث استدعاه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله لينظم فيضانات النيل في تلك الفترة، وقدم له كل ما يحتاج لإنشاء مشروعه؛ فأقام سد أسوان حالياً، إلّا أنّ المشروع لم يُجدِ النفع المطلوب لضعف الإمكانات المتاحة، وعند تأكده من فشل مشروعه فشلاً ذريعاً ادعى الجنون خوفاً من الخليفة، فتمّ احتجازه في منزله لفترة امتدت من 1011م وحتى 1021م، وأُفرج عنه فور وفاة الحاكم، وتمكن خلال فترة سجنه من تأليف كتابه المناظر.
أعمال ابن الهيثم
بلغ عدد مؤلفات ابن الهيثم نحو مئتي كتاب في مختلف المجالات، وحظيت كتبه بالترجمة على مرّ التاريخ إلى عدة لغات، ومن أهم أعماله: رسالة في الشفق، وتأثير اللحون الموسيقية في النفوس الحيوانية، ومقالة في ضوء النجوم، ورؤية الكواكب، ونماذج حركات الكواكب السبة، والجامع في أصول الحساب.
وفاة ابن الهيثم
توفي ابن الهيثم عن عمر يناهز الأربعة وسبعين عاماً؛ وكان ذلك في السادس من شهر مارس عام 1040م في القاهرة.