عدد الحروف الأبجدية
عدد الحروف الأبجدية
اللغة العربية، أو لغة الضاد تُعتبر ثاني أشهر اللغات المستخدمة في العالم، وأكثرها قوة، وجزالة؛ فالقرآن الكريم نزل بها، ومنها نهل العديد من الأدباء، والخطباء، وكتبة الشعر، والمستشرقين أصول البلاغة، والفصاحة، والنحو، حتى برعوا على مدى الزمان في تقديم مخطوطات وكتب تُعتبر أمهات الكتب حول العالم في كافة المجالات الأدبية، والشعرية، والتاريخية، والعلمية وغيرها.
تفنّن العرب في كتابة حروف اللغة العربية، وبرعوا في رسمها؛ فقد استخدموا عدّة خطوط في تدوينها، نذكر منها: خط الرقعة، وخطُّ الثُلث، وخط النسخ، والخطُّ الكوفي ، والخطُّ الحجازي.
نشأة اللغة العربية
أشار بعض الباحثين اللغويين إلى أنّ الحروف الأبجدية اشتقت وتطوّرت من الحروف الأبجدية الآرامية؛ حيث إنّها استنبطت من الحروف الأبجدية السامية الجنوبية، ومن ثمّ انتقلت إلى شبه الجزيرة العربية من خلال استخدامهم للغة النبطية، والتي اشتُهر بنطقها آنذاك أهالي جنوب الشام.
كانت الحُروف الأبجديّة العربية تُكتب بلا تنقيط، أو تشكيلٍ بالحركات الصوتية، وضلّت هكذا حتّى جاء الإسلام، ودخل الكثير من أهل قريش، والعرب فيه؛ فكثر اللغط، واللحن في اللغة، وخصوصاً عند قراءة القرآن الكريم، ففكر حينها العالم أبو الأسود الدؤلي بعد أن أخذ بمشورة الإمام علي بن أبي طالب أن يؤسّس قواعد للغة، ويضيف لها حركات التشكيل، والتنقيط، كي تساعد في تحديد حالة الكلمات العربية نحوياً، إن كانت في حالة الرفع، أو النصب، أو الجزم، أو إن كانت عبارة عن أسماء مبنية لازمة، أو مجرورة، أو مضافة حسب موقعها في الجملة.
تطوّرت اللغة العربية في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي، واتّخذت منحنىً جديداً، حين شعر الحجاج بأن الأعراب والعجم يخلطون كثيراً في لغة القرآن، فما كان منه وهو العارف بأصول اللغة المتقن لها إلّا أن أمرَ علماء اللغة بجمع آيات القرآن، وعدّ حروفه، ثم وضع تنقيط أبي الأسود الدؤلي عليها، مع اختلافٍ بسيط بين تنقيط أهل المشرق، وتنقيط أهل المغرب.
ترتيب الحروف العربية
حدّدت الحروف العربية بثمانيةٍ وعشرين حرفاً، حيث خضعت هذه الحروف لعدة ترتيبات وهي:
الترتيب الأبجدي
صنّفت هذه الحروف حسب أصولها التاريخية؛ فقسّمت إلى حروف سامية، وحروف عربية. أحصيت الحروف السامية باثنين وعشرين حرفاً وهي : أ، ب، ج، د، هـ، و، ز، ح، ط، ي، ك، ل، م، ن، س، ع، ف، ص، ق، ر، ش، ت، أما الحروف العربية فهي ستة أحرف فقط، أضافهاالعرب إلى الأصل السامي وتميزوا بها، وأطلقوا عليها اسم "الروادف" وهي : حرف ث، خ، ذ، ض، ظ، غ.
أطلق العرب على هذا الترتيب اسم "الترتيب الأبجدي"، وذلك نسبةً إلى أوّل الكلمات التي وجدت فيها هذه الحروف حسب ترتيبها التاريخي، أي حروف سامية، تليها حروف عربية، وذلك أيسر لحفظها، وتداولها على الألسنة، وقد جمعت في الجملة التالية: أبْجَدْ، هَوَّزْ، حطِّي ،كَلَمُنْ، سَعْفَصْ، قَرَشَتْ، ثَخَذْ، ضَظَغْ. وعند تفكيك حروفها يصبح ترتيبها بالشكل التالي: أ، ب، ج، د، هـ، و، ز، ح، ط، ي، ك، ل، م، ن، س، ع، ف، ص، ق، ر، ش، ت، ث، خ، ذ، ض، ظ، غ.
الترتيب الهجائي
نسقّت الحروف الهجائية العربية تنسيقاً شكلياً يعتمد على مبدأ الأشباه والنظائر، أي رتبت حسب تشابه رسم الحروف؛ فجمعت الحروف المتشابهة في الشكل بنسق واحد، ومثال ذلك: ب، ت، ث، ج، ح، خ وهكذا.
أوّل من وضع هذا النسق الهجائي هو نصر بن عاصم الليثي، سنة سبعمئة وثمانية للميلاد، وذلك بعد أن كلّفه الحجاج بذلك، فصارت الحروف العربية مرتبة كالآتي: أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، ي. اعتُمد الترتيب الهجائي بشكل رسمي في نطق اللغة، واستخدامها؛ حيث صُنّفت بمقتضاه المادة اللغوية في المعاجم، وكتب النحو، واللغة القديمة، والحديثة، كما اعتُمد عليها اعتماداً كلياً في وضع الفهارس الملحقة بالكتب، والمصنفات اللغوية، والأبحاث.
الترتيب الصوتي
رتّبت الحروف الصوتية العربية ترتيبًا صوتيًّا اعتماداً على مخارج الحروف، وقد ابتكر هذا الترتيب عالم اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي، حيث يعد ترتيبه لمخارج الحروف الأقل استخداماً، وشهرة، وقد رتبها كالآتي. ع، ح، هـ، خ، غ، ق، ك، ج، ش، ض، ص، س، ز، ط، ت، د، ظ، ذ، ث، ر، ل، ن، ف، ب، م، و، ي، أ
الحروف الأبجدية ومعانيها
- أبجد: أخذ.
- هوّز: ركب.
- حطّي: وقف.
- كلمن: أي صار متعلماً.
- سعفص: أي أسرع في التعلم، أو سريع البديهة.
- قرشت: أخذه بالقلب.
- ثخذ: حفظ.
- ضظغ: أتمّ.