عدد زوجات الرسول بالترتيب
إحسان الرسول لزوجاته
يمثّل الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- القدوة الحسنة في التربية، وهو المثال الذي يُحتذى به في كلّ مناحي الحياة، ولا سيّما في أمر الزواج، حيث كان رسول الله خير من يُتّبع ويُقتدى به، حيث ضرب المثل الأعلى للزوج الرحيم الطيب، الذي لم يضرب أيّ زوجةٍ من زوجاته، فقد كان رحيماً بهنّ، يعطف عليهنّ، ويقدّم لهنّ كلّ ما يحتجن إليه، ويساعدهنّ في أمور المنزل، ويتّبع أسلوب الضحك والمزاح معهنّ، ولم يترك صغيرةً ولا كبيرةً من أمور زوجاته إلّا واعتنى بها، وكان صبوراً حليماً في معاملتهنّ، ومن الجدير بكلّ زوجٍ الحرص على تتّبع خطى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[1]
زوجات الرسول بالترتيب
من أهم السير لتعلّم المسلم والبحث فيها؛ سيرة زوجات الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ أمّهات المؤمنين، التي تبيّن المواقف والبطولات في شتّى مناحي الحياة، حيث إنّ لها دوراً كبيراً وفعّالاً في تنمية شخصية المسلم، ورفع همّته، وزوجات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إحدى عشرة زوجة، وفيما يأتي ذكرهنّ:[2]
خديجة بنت خويلد
وهي أولى زوجات الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وأول من آمن من النساء والرجال، وهي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، وكان عمرها حين تزوّجها رسول الله أربعين سنةً، في حين كان عمر الرسول خمس وعشرون سنةً، وكانت السيدة خديجة صاحبة مالٍ وجاهٍ، حيث كانت تعمل في التجارة، وهي أمّ أولاد الرسول؛ وهم: زينب، ورقية، وأمّ كلثوم، وفاطمة، وعبد الله، والقاسم الذي كنيّ رسول الله به، وكان للسيدة خديجة آثارٌ عظيمةٌ، لذلك كان قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّها من أفضل نساء الجنّة، ولم يتزوّج رسول الله زوجةً أخرى طوال حياته مع السيدة خديجة.[3]
سودة بنت زمعة
وهي الزوجة الثانية التي تزوّجها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد وفاة السيدة خديجة، تزوّجها رسول الله بمكّة المكرّمة، وعاشت مع الرسول نحو ثلاث سنين قبل زواجه بعائشة رضي الله عنها، وكانت تُعرف سودة بكرمها، وحبّها لرسول الله، وشهدت لها عائشة بذلك، وقد رُوي لها من الأحاديث الشّريفة خمسة أحاديثٍ، وكانت وفاتها زمن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه.[4]
عائشة بنت أبي بكر
وهي أمّ المؤمنين بنت أبي بكرٍ الصّديق، رفيق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث كانت الزوجة الوحيدة التي تزوّجها رسول الله بِكْراً، وكانت عائشة من أكثر الزوجات التي يحبّهنّ رسول الله، وكنيتها أمّ عبد الله، وكان زواج رسول الله بها قبل الهجرة بنحو ثلاث سنين، وثبت نزول الوحي على رسول الله وهو عندها، وكانت وفاة رسول الله في حِجْرها، ودُفن في حجرتها، وكانت تعرف بغزارة علمها، وتنّوعه، وتمكنّها منه؛ كعلوم الحديث، والفقه، والمواريث، والشعر، والطب، فقد رُوي لها ألفان ومئتان وعشر أحاديثٍ، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يرجعون إليها إذا أُشكل عليهم أمراً من أمور الشريعة، وكانت تُعرف أيضاً بكرمها، وزُهدها، وتوفيت سنة سبعٍ وخمسين، ودُفنت في البقيع كما أوصت.[4]
حفصة بن عمر
وهي أمّ المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب، وكانت مثل أبيها؛ فهي مثالاً للمرأة الجريئة، ذات الشخصية القويّة، تزوّجها الرسول في السنة الثالثة من الهجرة، وهي أول من وُضع عندها المصحف الشريف، فقد كان بحفظها، وتعلّمت القراءة، والكتابة، وروت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ستين حديثاً.[4]
زينب بنت خزيمة
تزوّجها رسول الله في السنة الثالثة من الهجرة، في شهر رمضان المبارك، واشتُهرت بالكرم، وأُطلق عليها لقب أمّ المساكين؛ لكثرة كرمها، وجودها، وسخائها، وإطعامها للفقراء والمساكين، والعناية بهم، فكان ذلك من أبرز صفاتها، وانتقلت إلى الرفيق الأعلى في نهاية ربيع الآخر، عن عمر ثلاثين سنةً، وتمّ دفنها في البقيع.[4]
أمّ سلمة
وهي هند بنت أبي أميّة بن المغيرة المخزوميّة، ابنة عمّ خالد بن الوليد، وتعدّ من أوائل المسلمين، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها، وكان زواج الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- منها في شوال من السنة الرابعة من الهجرة، وكانت تعرف بصبرها، ورجاحة رأيها، وقوّته، وروت عن النبي ثلاثمئةٍ وثمانيةٍ وسبعين حديثاً، ممّا يدلّ على غزارة فقهها، وكانت آخر من توّفي من زوجات رسول الله.[4]
زينب بنت جحش
تزوّجها رسول الله في السنة الخامسة من الهجرة، وكان ذلك لإبطال عادة التبني، وكانت زينب من السابقين إلى الإسلام، وكانت تُعرف بصدق القول، وطيب الحديث، وكثرة الإنفاق، وتوفيت عن عمر ثلاثٍ وخمسين سنةً، وكان عمر بن الخطاب ممّن صلّوا عليها، وهي أوّل من توفّي بعد رسول الله من زوجاته.[4]
جويرية بنت الحارث
كان زواجها من رسول الله في السنة الخامسة بعد الهجرة، وكانت تُعرف بجمالها، وروت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- سبعة أحاديثٍ، وتوفيت بعد أن بلغت من العمر خمساً وستين سنةً.[4]
أمّ حبيبة
وهي ابنة أبي سفيان، وكان زواجها من رسول الله في السنة السادسة من الهجرة، وكانت تُعرف بشدّة ثباتها على دينها، وروت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- خمساً وستين حديثاً، وكانت وفاتها في السنة الرابعة والأربعين، في خلافة معاوية.[4]
صفية بنت حيي
وهي صفية بنت حيي بن أخطب، تزوّجها رسول الله بعد أن أعتقها يوم خيبر، وكان مهرها عتقها، وكان ذلك في السنة السابعة من الهجرة، وروت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عشرة أحاديثٍ، وكانت تُعرف بصبرها، وحِلمها، ورجاحة عقلها، وتوفيت في السنة الخمسين، في خلافة معاوية.[4]
ميمونة بنت الحارث
تزوّجها رسول الله في السنة السابعة من الهجرة، وسمّاها ميمونة بدلاً من برّة، وهي آخر زوجةً تزوّجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكانت تُعرف بشدّة تقواها، وحرصها على صلة الأرحام، وبرّهم.[4]
واجب المسلمين تجاه أمهات المؤمنين
توجد بعض الحقوق الثابتة لأمّهات المؤمنين، والواجب على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ القيام بها، ومنها:[2]
- السّيرعلى نهجهنّ، وتتّبع أثرهنّ.
- الاعتراف بهنّ، وبما ورد من أفضالٍ خاصّةٍ بهنّ.
- حبّهن، واحترامهنّ، والدفاع عنهنّ إذا احتاج الأمر ذلك.
- البحث في سيرهن، والحرص على معرفتها.
المراجع
- ↑ حسين القطيش، "النبي - صلى الله عليه وسلم- زوجاً"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب غسان أبو سلمية (9-5-2012)، "زوجات النبي صلى الله عليه وسلم (أمهات المؤمنين) "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2018.بتصرّف
- ↑ محمد السقا (1427ه)، فقه السيرة (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 436.بتصرّف
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر الشيخ صلاد الدق (20-11-2017)، "زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم وحكمة تعددهن"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2018.بتصرّف