طريق الدعوة إلى الله
الدعوة إلى الله
تعتبر الدعوة إلى الله تعالى من أسمى المهام التي شرف الله بها أنبياءه ورسله، فهي دعوة إلى الخير والمعروف والفضيلة، ونبذ الشر والمنكر والرذيلة، وهي أحسن القول، وأعظم العمل، التي رتب الله على أدائها الكثير من الأجر والحسنات المضاعفة، فقد قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت: 33].
منهج الدعوة إلى الله
لا بد للداعي إلى الله تعالى أن يدرك أهمية المهمة التي يقوم بها، وما ينبغي له اتباعه من أساليب عند سلوك طريق الدعوة إلى الله تعالى حتى يضمن الثمار المتأتية من عمله ودعوته، ومن أبرز الأمور التي ينبغي على الداعي إلى الله أن يدركها في دعوته:
- أن يركز على قضية التوحيد كمنطلقٍ للدعوة إلى الله تعالى: فقد بعث الله تعالى أنبياءه ورسله إلى أقوامهم فكان أول ما كانوا يدعون إليه توحيد الله تعالى وعبادته وحده، فقد قال تعالى: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ) [الأنبياء: 25]، ذلك أنّ توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة هو أساس الإيمان والركن الأول في الرسالات السماوية التي تتبعها بقية الأركان من صلاة وصيام، وأنّ من صحت عقيدة التوحيد عنده صح عمله، ومن فسدت عقديته فسد عمله.
- أن يحرص على اتباع أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة: فكثيرٌ من العبارات وإن بدا ظاهرها حسناً قد تناسب أقواماً ولا تناسب آخرين، كما ينبغي للداعية أن يراعي زمان ومكان الدعوة حتى يضمن ثمارها.
- أن يستخدم أسلوب الترغيب والترهيب: فلو ذكر الداعية إلى الله عبارات الترهيب فقط في دعوته لنفر منه الناس، ولكن ينبغي عليه أن يزاوج بين الأسلوبين، فيرغب تارة، ويرهب تارة، حتى لا تمل النفوس وتسأم، فعند الترهيب يستخدم الألفاظ والعبارات التي تظهر شفقته على من يدعوه إلى الله، بأن يبين له مخاوفه من أن يلحق به عذاب الله أو سخطه نتيجة بقائه على حاله، وعند الترغيب عليه أن يذكره بما أعده الله تعالى للصالحين المؤمنين من الثواب والنعيم، وأن يذكر له عاقبة الحسنات والعمل الصالح في الدنيا، حيث يزيد رزقه باستغفاره وتوبته، ويبارك الله له في ماله وولده.
- أن يتحلى بالصبر والعزيمة: لأن طريق الدعوة محفوفة بالمخاطر والمشاق، فقد بقي نوح عليه السلام في قومه سنين طويلة يدعوهم إلى دين الله فما لانت قناته، وما فترت عزيمته.