-

أحكام الدورة الشهرية والصيام

أحكام الدورة الشهرية والصيام
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أحكام الدورة الشهريّة والصيام

يحرم على المرأة المسلمة أن تصوم أثناء فترة حيضها، بل يجب عليها الإفطار حينها؛ وذلك لأنّ طهارة المرأة من الحيض والنفاس شرطٌ من شروط صحّة الصيام؛ ممّا يدل على أنّ الحيض مانعٌ له، وهذا ما اتّفق عليه أهل العلم، كما اتفقوا على عدم صحّة صيامها إن فعلته، بل تكون آثمةً على ذلك، ولا يجزؤها عن القضاء، بل يجب عليها قضاء يومٍ بدلاً عنه، أمّا إن كانت قد صامته جهلاً منها بحكم الصيام أثناء الحيض فلا إثم عليها، غير أنّها ملزمةٌ بالقضاء، ولا يصحّ أن تصوم الفتاة أثناء حيضها حياءً من أهلها أو مجاملةً لصديقاتها، فهذه الدواعي مخالفةٌ للشريعة الإسلاميّة ولا يثبت بها حُكمٌ، كما يجوز لها أن تأخذ دواءً يمنع من نزول دم الحيض أثناء شهر رمضان إن لم يكن فيه ضررٌ عليها، والأفضل أن تبقى على طبيعتها التي خلقها الله عليها، وهكذا فإنّ الحائض تُفطر في رمضان، وتقضي ما أفطرته لاحقاً.[1]

حكم الإمساك إذا طهرت المرأة في نهار رمضان

اختلف العلماء في حكم إمساك المرأة عن المفطرات إذا طهرت من حيضها أو نفاسها خلال نهار رمضان، ولهم في ذلك قولان، هما:[2]

  • لا يلزمها أن تمسك بقيّة النهار، وهذا قول المالكيّة والشافعيّة، وهو اختيار ابن عثيمين من المعاصرين، وغيرهم من العلماء، والسبب في ذلك مردّه إلى عدم وجود دليلٍ على وجوب الإمساك عليها، ولعدم وجود فائدةٍ من إمساكها طالما يجب القضاء في حقها، بالإضافة إلى أنّ حرمة الزمن قد زالت بإفطارها أول النهار.
  • يلزمها الإمساك بقيّة النهار، وهذا قول الحنفيّة والصحيح عند الحنابلة، وهو اختيار الشيخ ابن باز؛ وذلك لأنّ المرأة إذا طهرت من حيضها أو نفاسها صارت من أهل الوجوب، فتمسك عن المفطرات؛ تشبهاً بالصائمين وقضاءً لحقّ الوقت.

الحكمة من منع الصيام أثناء الدورة الشهريّة

ذهب بعض العلماء إلى القول بأنّ منع الحائض من الصيام أمرٌ غير معقول المعنى؛ فقد نقل الشافعيّة عن إمام الحرمين قوله إنّ منع الحائض من الصيام لا يدرك معناه؛ لأنّ الطهارة ليست مشروطةً فيه، وذهب علماءٌ آخرون إلى القول بأنّه معقول المعنى؛ فالبدن يضعف في حالة الحيض، والصوم يُضعف البدن كذلك، واجتماع سببين للضعف في آنٍ واحدٍ يضرّ ضرراً شديداً، وبما أنّ الشرع ينظر لحفظ الأبدان؛ فقد منع من صيام الحائض، وأما الأمر بقضاء الصيام دون الصلاة؛ فلأنّ الصلاة أمرٌ كثير التكرار فيصعب قضاؤها، أمّا الصيام فقضاؤه سببٌ في تحصيل فائدته ومصلحته.[3]

المراجع

  1. ↑ خالد بن سعود البليهد، "حكم صوم الحائض"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-15. بتصرّف.
  2. ↑ "الطَّهارةُ مِن الحَيضِ والنِّفاسِ"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-15. بتصرّف.
  3. ↑ " الحكمة من منع الحائض من الصلاة والصيام"، www.islamweb.net، 2003-8-2، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-15. بتصرّف.