-

أحكام الأضحية في الإسلام

أحكام الأضحية في الإسلام
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم الأضحية

تعتبر الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام الثابتة في الكتاب والسنة، وأمّا حكمها في حق المسلم فقد كانت من المسائل التي اختلف عليها علماء الأمّة، فمنهم من ذهب إلى القول بوجوبها كالأوزاعي وأبو حنيفة، وهي أحد القولين عند الإمام مالك وأحمد، وقد استدل أصحاب هذا القول بقوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[1] ووجه الاستدلال من الآية أن الأمر يُفيد الوجوب، فهي واجبة؛ لأنّ الله تعالى أمر بها.[2]

وذهب علماء آخرون إلى القول بأنّها سنة مؤكدة مع اعتقادهم كراهة تركها لمن كان قادراً عليها، وهو مذهب الشافعية والمشهور عند الإمامين مالك وأحمد، واستدلوا على ذلك بما جاء في السنة النبوية من حديث جابر قال: (شَهِدْتُ معَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- الأَضحى بالمصلَّى، فلمَّا قَضى خطبتَهُ نزلَ من منبرِهِ، وأُتِيَ بِكَبشٍ فذبحَهُ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- بيدِهِ، وقالَ: بسمِ اللَّهِ واللَّهُ أَكْبرُ، هذا عنِّي، وعمَّن لَم يضحِّ من أمَّتي)،[3] وقد وفق الشيخ ابن عثيمين بين القولين بعد ذكر أدلتهما بأنها سنّة مؤكدة، وخلص إلى دعوة المسلمين إلى سلوك باب الاحتياط في المسألة، وعدم ترك تقديم الأضحية مع القدرة عليها، تعظيماً لله تعالى وذكره واليقين ببراءة الذمة.[2]

شروط الأضحية

ذكر العلماء شروط الأضحية وهي كالآتي:[4]

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، وبهيمة الأنعام تتضمن: الإبل، والبقر، والغنم ضأنها ومعزها.
  • أن تبلغ الأضحية السن المحددة شرعاً، والسن المحددة شرعاً لأضحية البقر والإبل والغنم أن تكون مسنة، والمسنة هي التي بلغت الثنية فما فوق، والثنية من الإبل ما بلغت خمسة سنوات، وفي البقر ما بلغت سنتان، وفي الغنم ما بلغت سنة واحدة، ولا يصح التضحية بما دون تلك الأعمار بأن تكون جذعة وهي التي بلغت نصف سنة للإبل والغنم والضأن والبقر.
  • أن تكون ملكاً للمضحي فلا تصح التضحية بما أخذ غصباً أو سرقة، بينما يصح التضحية من مال اليتيم من قبل وليه، أو من مال الموكل إذا أذن بذلك.
  • أن يكون موعد تقديم الأضحية في وقتها المحدد شرعاً، ووقت الأضحية يبدأ من بعد صلاة العيد من يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو يوم الثالث عشر من ذي الحجة.
  • لا تكون متعلقة بحقوق الناس كالمرهون.
  • أن تخلو الأضحية من الموانع، والموانع إذا توفرت في الأضحية لم تجزء عن المضحي، وهي الآتي:[4]
  • عورها البيّن.
  • هزلها الشديد.
  • مرضها الذي يقعدها عن المرعى.
  • عرجها الذي يمنعها عن مسايرة غيرها.
  • العمياء الفاقدة لبصرها.
  • المبشومة؛ وهي من أكلت فوق طاقتها إلى امتلائها حتى يزول عنها الخطر.
  • من تعسرت ولادتها حتى يزول عنها الخطر.
  • المصابة بخنق أو سقوط من الأعلى حتى يزول عنها الخطر.
  • الزمنى؛ عاجزة عن المشي لعاهة فيها.
  • إحدى يديها أو رجليها مقطوعة.

من سنن الأضحية

يُسنّ للمسلم الذي يُقدم أضحيةً أن يأكل منها، كما يُسنّ له أن يهدي أقاربه وجيرانه، وأن يتصدق منها، وينبغي على من نوى تقديم الأضحية أن يمتنع عن الأخذ من شعره وأظفاره وبشرته من أول يوم من أيام العيد إلى موعد ذبح الأضحية، أمّا الوكيل عليها فلا شيء عليه.[5]

المراجع

  1. ↑ سورة الكوثر، آية: 2.
  2. ^ أ ب "أحكام الأضحية في الإسلام "، www.islamway.net، 2005-1-14، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-16. بتصرّف.
  3. ↑ رواه الألباني ، في صحيح أبي داود ، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم: 2810، خلاصة حكم المحدث صحيح .
  4. ^ أ ب "شروط الأضحية "، www.islamqa.info، 2003-2-10، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-16. بتصرّف.
  5. ↑ "من أحكام الأضحية "، www.binbaz.org، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-16. بتصرّف.