-

سبب تسمية سورة الحجرات بهذا الاسم

سبب تسمية سورة الحجرات بهذا الاسم
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

سورة الحجرات

أنزل اللهُ سبحانه وتعالى القرآنَ الكريم على نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام-؛ لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى ‏النور، ومن الجهل إلى العلم، ويحتوي القرآن الكريم على 114 سورةً، فمنها ما هو مدنيّ، ومنها ما هو مكيّ، وفي ‏هذا المقال سوف نتناولُ الحديثَ عن سورة الحجرات، وسبب تسميتها بهذا الاسم.‏

سورة الحجراتِ إحدى سور القرآن المدنيّة، أيْ أنّها نزلت في المدينة المنوّرة، عدد آياتها ثماني عشرة سورة، وتأخذُ الترتيب التّاسع ‏والأربعين من بين سور القرآن الكريم، وتعالجُ سورةُ الحجرات بعضَ مظاهر التأدّب مع رسول الله محمّد -عليه الصّلاة ‏والسّلام-، بعدم مناداته باسمه (محمد)، ‏وعدم رفع الصوت فوق صوته، والامتثال لأوامره، واحترام بيوت أمّهات ‏المؤمنين الطاهرات، كما حذرت السورة من نار جهنم والعواقب الكبيرة للذين لم يلتزموا بالتأدّب مع النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-.

سبب تسمية سورة الحجرات بهذا الاسم

سمّيت سورةُ الحجرات بهذا الاسم؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى ذكر فيها حرمة بيوت النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-، وهي ‏الحجرات التي كانت تسكنها أمّهات المؤمنين -رضوان الله عليهنّ-، وفي السّورةِ ذكرٌ لسبب تسمية السّورة بهذا الاسم.

أسباب نزول سورة الحجرات

‏*الآية رقم (1): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، كان سببُ نزولِها أنّه ‏قدم ركْبٌ من بني تميم على رسول الله -صلّى الله عليهِ وسلّم- فقال أبو بكر: أمرَ القعقاع بن معبد، وقال عمر: أمر الأقرع ‏بن حابس، ثمّ قال أبو بكر الصّديق: ما أردت إلا خلافي، وقال عمر: ما أردت خلافك، ومن ثم تماريا حتى ‏ارتفعت أصواتهما أمام الرسول -عليْه الصلّاة والسلام-، فنزلت هذه الآية.‏‏*الآية رقم (2): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن ‏تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ)، نزلتْ هذه الآية في ثابت بن قيس بن شماس؛ حيث إنه كان جهورَ الصّوت وفي أذنه ‏وقر، وكان إذا تكلّم مع أحد يجهر بصوته، وربما كان النبيُّ يتأذّى من صوته إذا تكلّم، وعندما نزلت هذه الآية ‏لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ، جلس ثابت بن شماس في الطريق يبكي، فمرّ به عاصم بن عدي وسأله عن سبب ‏بكائه وقال: أخافُ أن تكونَ نزلتْ فيَّ فيحبط عملي وأكون من أهل النار، فذكر ذلك لرسول الله‏: هو من أهل الجنة (‏رواه مسلم).