سبب نزول سورة الكهف
سورة الكهف
تعتبر سورة الكهف من السّور المكّيّة التي أنزلت على النّبي عليه الصّلاة والسّلام في مكّة المكرّمة، ويبلغ عدد آياتها مائة وعشر آيات، وقد اشتملت هذه السّورة العظيمة على ذكر قصّة أهل الكهف، وقصّة ذي القرنين، فما هي المناسبة التي كانت سبباً لنزول هذه السّورة ؟
سبب نزول سورة الكهف
بينما كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام يدعو إلى الإسلام في فترة إقامته في مكّة المكرّمة، قرّر صناديد الكفر ابتعاث رسلٍ منهم إلى يهود المدينة حتّى يسألوهم عن رسول الله وصفته ومدى صدقه في دعوته، ظنّاً منهم أنّ اليهود هم أهل كتاب يعلمون من أمر النّبي الخاتم أكثر ممّا يعلمون.
توجّه النّضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى المدينة المنوّرة، وهناك التقوا بأحبار اليهود وسألوهم عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، فقام أحبار اليهود بتوجيه كفّار قريش إلى الاستفهام من رسول الله عن عددٍ من الأمور فإن أجابهم عنها كان نبياً حقاً، وإن لم يجبهم لم يكن نبياً بل كان مدّعياً بزعمهم وافترائهم، فأتى كفّار قريش إلى النّبي الكريم فسألوه ثلاثة أسئلة، السّؤال الأوّل عن فتيةٍ كانوا في الزّمن الغابر حصلت لهم قصّة عجيبة، والسّؤال الثّاني عن ملكٍ طوّاف في الأرض بلغ مشارقها ومغاربها، والسّؤال الثّالث والأخير عن الرّوح.
عندما سمع النّبي عليه الصّلاة والسّلام أسئلة كفّار قريش أخبرهم أنّه سوف يخبرهم بجوابهم في الغد، ونسي أن يقول إن شاء الله، فانقطع الوحي عن رسول الله مدّةً يسيرة حتّى شقّ ذلك عليه، ثمّ جاء الوحي إلى رسول الله بآيات سورة الكهف التي تتضمّن جوابين على سؤالين من أسئلة الكفار، وآيةً تبيّن أنّ الرّوح هي من أمر الله تعالى وعلمه.
قصص مذكورة في سورة الكهف
قصّة أهل الكهف
الفتية الذين كانوا في الزّمن الغابر هم فتيةٌ مؤمنون عاشوا في بلادٍ كان يحكمها ملكٌ ظالم مستبدّ حاول إكراههم على اعتناق دينه المبتدع، فقررّوا الخروج من بلادهم فراراً بدينهم، فلجؤوا إلى كهفٍ قريبٍ من المدينة، وناموا فيه لمدة ثلاثمائة وتسع سنوات، ثمّ شاء الله أن يبعثهم من نومهم فيعلم القوم حالهم ويعظّموا أمرهم ويتّخذوا على قبرهم مسجداً.
قصّة ذي القرنين
اشتملت سورة الكهف على قصّة الملك العادل الطّواف في الأرض ذو القرنين الذي مكّن الله له في الأرض وآتاه من كلّ شيءٍ سبباً، كما ذكرت الآيات الكريمة بناء ذو القرنين للسّدّ الذي يحجز قوم يأجوج ومأجوج ويمنع إفسادهم عن القوم الصّالحين.