سبب نزول سورة يوسف عليه السلام
سورة يوسف
أنزل اللهُ -عزّ وجل- آيات القرآنَ الكريم على النبيّ محمّد -صلى الله عليه وسلّم-، وكان لكل آيةٍ سببٌ وحكمة من نزولها، ويبلغ عدد سور القرآن الكريم 114 سورةً، منها ما هو مكيّ، ومنها ما هو مدنيّ، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن أسباب نزول سورة يوسُف -عليه السّلام-.
تعتبر سورة يوسُف من السور المكيّة، ويصلُ عدد آياتها 111 آية، وهي السورة الثانية عشرة في القرآن الكريم من حيثُ الترتيب، وتتحدث هذه السورة عن قصّة النبيّ يوسُف -عليه السلّام- مع إخوانه ووالده، وما وجده من ضروبِ الأذى والبلاءِ والشّدائدِ والمحن التي تعرّض لها من قبل إخوانه، والآخرين، ومِن تآمر النسوة، ومن سجنِه، حتّى نجّاه الله -عز وجلّ- من ذلك الأذى والضيق.
نزلت هذه السورة على سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلم- في عام الحزن، وهو العام الذي توفّيت فيه زوجته خديجة -رضي الله عنها-، كما توفي عمّه في العام نفسه، حيثُ حزن الرسول - صلّى الله عليه وسلم- عليهما حزناً شديداً، فكانت هذه السورة تسليةً لأحزانه وتسريةً عنه، فتذكرّه بالرسل والأنبياء السابقين وما حلّ بهم من ابتلاءات ومصائب، وكيف استطاعوا التغلّب عليها والتحمّل والصبر.
سبب نزول سورة يوسف -عليه السلام-
سبب نزول سورة يوسف أنّ اليهودَ طلبوا من الرسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بأن يرويَ لهم ويحدّثهم عن خبر يوسُف -عليه السّلام-، وهم يعملون بأنّ الرسولَ أميّ لا يجيد الكتابة والقراءة، وليس لديْه خبرُ يوسُف -عليه السّلام-، ثمّ نزلت هذه السورة تبياناً لما خفي على الرسول -عليه الصّلاة والسلام- من أمر يوسُف، قال تعالى: "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ".
جاءت لام التوكيد في قوله تعالى: "لمن الغافلون" للتأكيد على غياب هذا الأمر كليّاً عن الرسول، وعندما تأتي سورة يوسُف بقصّته -عليه السلام- بكلّ تفاصيلها ودقّتها فمعنى هذا الكلام أنّها ليس من النبيّ، وإنما هي وحيٌ من الله -عزّ وجل-.
فوائد سورة يوسف
تحتوي سورة يوسف على الكثير من الحكم والمواعظ، التي يستقي منها الناس العديد من الفوائد، ومنها ما يلي:
- لا أحدَ يملكُ لأحدٍ خيراً ولا شرّاً، ولو اجتمع الإنس والجنّ إلا بأمر الله تعالى.
*الصّبرُ والتوكّل على الله هما مفتاح الفرج والسرور.*الغيرة تؤدّي إلى القتل والحقد، لذلك يجدرُ البعد عنها وتجنّبها.*لا أحدَ يثبتُ على الحقّ، لولا معونةُ الله تعالى.