أسباب تخلف العرب عن ركب الأمم
تخلّف العرب عن ركب الأمم
يُطلق على الدول العربيّة من قِبَل الدول الرأسماليّة العُظمى دول العالم الثّالث، وأيضاً الدول الناميّة، ولعلَّه أمر يستحقّ الوقوف عنده، والبحث في أسبابه، وسبر أغوار أسباب تباطؤ العالم العربي عن ركب الحضارة.
أسباب تخلّف العرب
تأخّر العرب بشكل كبير عن ركب الأمم المتقدّمة للحضارة، وذلك يعود لعدّة أسبابها، منها:
الاعتماد على نظام الأقدمية
أغلب الأنظمة المطبّقة في المؤسسات العربية تُقدّس نظام الأقدميّة والخبرة في كلّ أمر، فهو أمرّ جيّد مع زمرة قليلة، إلاَّ أنّه أمر مضرّ إذا طُبّق مع الجميع، بحيث إنّ الفرد العربي وتحديداً الشّاب يُعامل على أنه قليل الخبرة وغير كامل الأهليّة لتسلّم أي نوع من المراكز القياديّة حتى يبلغ من عمره عتياً، ليتقلّد هذه المناصب الحيويّة، فيمكن تجاوز هذا الأمر في المؤسسات الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة وغيرها، لكن لا يمكن تجاوزه في المؤسسات التقنية التي تشكو الساحات العربيّة من ندرتها في الأساس.
التوجيه العبثي غير مسؤول لرؤوس الأموال
في اعتقاد غالبيّة رجال الأعمال العرب إنّ قوّة الاقتصاد قائمة على التبادل التجاري بشكلٍ أساسي، وفي الحقيقة أنّ العكس تماماً هو الصحيح، فالطريق الذي يقود البلاد إلى اقتصاديّاتٍ قويّة هو (الطفرة التقنية)، وهذا ما يُفسّر عدم وجود صناعات للسيارات بشكل كامل في الدول العربيّة ولا حتى هاتف ذكي بفكرٍ عربي دون أن يكون قائماً على التجميع والتقليد.
الإعلام الضائع
الإعلام العربي بكافة أشكاله المرئي والمسموع والمقروء مقسّم في معظمه إلى ثلاثة أقسام، هي: قنواتٌ دينيّة، وقنواتٌ منوّعة، وقنوات أفلام وأغاني، وفي مواجهة عشرات القنوات من هذه الأقسام، لا نجد إلاّ عدداً قليلاً جداً بحيث لا تتجاوز في عددها أصابع اليد الواحدة تقوم بطرح مواضيعَ تقنيّة أو علميّة أو وثائقيّة بشكل هادف وجدي، والتي من شأنها أن تجذب الشباب وتحفّزهم للتأمل في معاني الإبداع والابتكار.
التعليم المتواري
هناك دراسات كثيرة وجادة تقوم بتقديم حلول جذريّة للمشاكل التي تواجه قطاع التعليم في البلاد العربيّة، لكن هذه الدراسات تبقى حبيسة الأدراج على الرّغم من كثرة المؤتمرات المنعقدة في الساحات العربيّة حول مشاكل التعليم والصعوبات التي تواجهه.
الواقع غير المؤسسي
على الرّغم من الأسباب التي تمّ ذكرها فإنه يبرز بين فترةٍ وأخرى أفراد استطاعوا تحدي كل العوامل التي ذكرت والتي لم تذكر، وتوصلوا إلى أنواع من الابتكارات والاختراعات والاكتشافات غير المسبوقة، وهذا يدلّ على أنّ الإبداع في الإنسان العربي موجود بالفطرة على الرّغم من غياب المؤسسات التي تدعم وتتابع هذه الإبداعات، والنتيجة تكون دوماً هجرة تلك العقول إلى دولٍ تُقدّرها وترعاها، أو أن تبقى تلك العقول حبيسة الحدود العربيّة إلى أن تذبل ويخبو وهج إبداعها بشكلٍ تدريجي.
العادات والتقاليد
إنّ هذا الأمر يُعتبر من أهمّ أسباب التخلّف العربي، فالطريقة الخاطئة في ربط العقائد والمفاهيم التقليديّة مع المفاهيم العلميّة والفكريّة، يعمل على تحجيم حريّة المفهومين وتسييرهما باتجاهات خاطئة، فالعادات المتوارثة في إطلاق قرارات الأفراد دون تفكير في كثير من الأمور المصيريّة، والتي أوّلها ربّما التقليل من شأن وأهميّة دور المرأة في العالم العربي على الرّغم من كثرة الشعارات التي يُنادى بها، وعلى الرّغم من إعطائها أهميّة في الكتب السماويّة تحدّ من التطوّر والإبداع الفكري المتجدّد العصري.