أهمية القدس الدينية
القُدس
تُعدّ مدينة القدس أحد أهمّ وأبرز المعالم الدينيّة للمسلمين؛ حيث يقترن ذِكرها بالإسلام وبزمن سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وعصرِ الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، ومن تبِعهم من عظماء الإسلام وقادته؛ ففي القدس أولى القبلتين، وفيها ثالث الحرمَين الشريفين وهي مكان مِعراج المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، وفي القدس حصلت الكثير من الأحادث المهمّة بالنسبة للدولة الإسلاميّة؛ حيث دخلها الفاروق فاتحاً، وصلاحُ الدين الأيوبي مُحرّراً، لذا فهي محطّ اهتمام كلّ المسلمين، وفي هذه المقالة بيان وتوضيح لأهميّة القدس الدينيّة.
أهميّة القُدس الدينيّة
تظهر أهميّة القدس الدينيّة في العديد من المظاهر والمواقع المهمّة دينياً، ومن أبرز المظاهر التي تدلّ على مكانتها الدينيّة، ما يأتي:[1]
- يدلّ على أهميّة القدس الدينيّة أنَّ فيها المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، فعندما فُرِضت الصّلاة على المسلمين في البداية كانت قبلتهم حينها إلى المسجدِ الأقصى المبارك في القدس الشّريف.
- يعدُّ المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس ثالث الحرمين الشريفين، والصّلاة فيه تفضل على الصّلاة في غيره بكثير من الأجر؛ فهي تعادل أجر خمسمئة صلاة باستثناء الصلاة في المسجد الحرام في مكة المكرمة؛ فالصلاة في المسجد الحرام تعدل مئة ألف صلاة، والصلاة في المسجد النبويّ في المدينة المنورة تعدل ألف صلاة؛ فعن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مئة ألف صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمئة صلاة).[2]
- يقترن ذكر المسجد الأقصى في القدس الشريف بذكرى رحلة الإسراء والمعراج؛ حيثُ عُرِج بنبيّ الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الأقصى إلى السماوات العُلى بعد أَن أُسرِي به من مكةَ المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، وتلك حادثة من أبرز الحوادث الدينيّة التي مرَّ بها المسجد الأقصى، ممّا أعطى القدس مكانة خاصّة عن غيرها من المدن.
- رُبِط ذكر المسجد الأقصى الذي يقع في مدينة القدس بذكر المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة؛ حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلّا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجد الحرام، ومسجد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، والمسجد الأقصى).[3]
معنى القُدس وأسماؤها
تعني القدس في اللغة تنزيهَ الله، وتعني أيضاً الطّهارة، ومن معانيها التّنزيه، والتّقديس.[4] وقد عُرِفت القدس بالعديد من الأسماء قديماً وحديثاً منها: يبوس؛ نسبةً إلى اليبوسيّين الذين يُعدّون من العرب البائدة، ثمّ بعد ذلك سُمِّيت بمدينة داود زمن النبيّ داود عليه السلام، ثمّ سُمِّيت يروشاليم؛ وذلك عندما فتحها الإسكندر الأكبر، ثمّ سُمِّيت بهيروساليما في زمن تيطس عام 70م، ثمّ في عهد الرّومانيِّ إدرياتوس سُمِّيت إيلياكابتولينا، واستمرّت على تلك التسمية حتّى عهد هرقل، ولمّا فتحها المسلمون أطلقوا عليها بيت المقدس أو القدس، ثمّ سُمِّيت بالقدس الشريف في عهد العثمانيّين، ومن أسمائها كذلك جروسالم؛ أي المكان المُقدَّس.[5]
أهمّ آثار مدينة القُدس
في مدينة القدس الشريف العديد من المعالم الأثريّة والدينيّة القديمة، ومن أهم تلك المعالم وأبرزها ما يأتي:[6][7]
- المسجد الأقصى المبارك: هو ثاني المساجد على الأرض بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، وفي أكنافه عاش العديد من الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- مثل: إبراهيم خليل الله، وسيدنا إسحاق، ويعقوب، وزكريّا، ويحيى، وداود، وسليمان، وعيسى وأمّه مريم العذراء عليهم السّلام، كما دخله نبيّ الله ذو النون فاتحاً، وهو أوّل قبلة للمسلمين، وقد استمر على ذلك ما يقارب سبعة عشر شهراً.
- مسجد قبة الصّخرة: يختلف مسجد قبة الصخرة اختلافاً تاماً عن المسجد الأقصى المبارك، ويُعدّ من المساجد ذات البُعد التاريخيّ والدينيّ العريق؛ حيث اتخذه إبراهيم -عليه السلام- معبداً ومذبحاً، وقد أقام يعقوب -عليه السلام- مسجده عند قبة الصخرة بعد أن رأى فوقها عموداً من نور، وفي مسجد قبة الصخرة نصب موسى -عليه السلام- وهي خيمة الاجتماع التي أنشأها في التيه، و بنى داود -عليه السلام- محرابه عند قبة الصّخرة وكذلك شيّدَ سيدنا سليمان -عليه السلام- المعبد العظيم الذي يُنسَب إليه، وقد عُرِج برسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- من فوق الصّخرة إلى السّماء في رحلة المعراج.
- المصلّى المروانيّ: يقع هذا المصلى في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة من المسجد الأقصى المبارك، وسُمِّى قديماً بالتسويّة الشرقيّة من المسجد الأقصى، والمصلّى المرواني مُكوَّن من ستّة عشر رواقاً، وتبلغ مساحته 2.775م2، وقد استُخدِم هذا المصلى في زمن عبد الملك بن مروان كمدرسة لتعليم الفقه الإسلاميّ؛ لذلك أُطلِق عليه اسم المصلّى المرواني، ولمّا وقع الاحتلال الصليبيّ على بيت المقدس استعمله الصليبيون كإسطبلٍ لخيولهم ومستودعاً للذخائرِ، وسمّوه باسم إسطبلات سليمان، ثمّ بعد أن حرّر صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس من الصليبيين أعاد فتحه للصّلاة مرةً أخرى.
- حائط البُراق: يُحيط هذا الحائط بالمسجد الأقصى المبارك من الجهة الغربيّة، وهو جزء لا يتجزّأُ من الحرم القُدسيّ، أمّا عن سبب تسميته بذلك فلأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ربط البُراق عنده ليلة الإسراء والمعراج، أمّا اليهود فيُطلقون عليه حائط المبكى؛ حيث يعتقدون أنّه من بقايا الهيكل المزعوم.
- الأوقاف الإسلاميّة: توجد في الحرم القدسي بعض المعالم الأثريّة لمدينة القدس، مثل: دار الأيتام الإسلاميّة، وتكيّة خاصكي سلطان، وخان سلطان، وغير ذلك من المعالم الأثريّة.
المراجع
- ↑ ماهر حامد الحولي (2009)، المكانة الدينيّة للمسجد الأقصى، غزة: الجامعة الإسلاميّة، صفحة: 4-12. بتصرّف.
- ↑ رواه البزاز، في البحر الزخار، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 10/77، حسن.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1189، صحيح.
- ↑ "تعريف ومعنى القدس"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2017. بتصرّف
- ↑ د. عبد الناصر الفرا، الجذور التاريخيّة لمدينة القدس وكيفيّة الحفاظ عليها، صفحة: 194-195. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني (18-2-2014)، "المسجد الأقصى"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2017. بتصرّف.
- ↑ "آثار القدس"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2017. بتصرّف.