حق البيئة في الإسلام
حقّ البيئة في الإسلام
أعطى الإسلام للبيئة أهميةً بالغةً، والدعوة لحفظ حقوق البيئة في الإسلام تصبّ في مصلحة الفرد والمجتمع،[1] وتظهر هذه الأهمية في مجالاتٍ عديدةٍ، من أهمّها ما يأتي:
الدعوة إلى النظافة العامة
دعا الإسلام إلى العناية بنظافة البيوت، ومن ذلك أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حثّ على صلاة النافلة في البيت، وهذا يعني أنّ بيوت المسلمين مساجد صغيرةً، ممّا يتطلّب المحافظة عليها نظيفةً من الأدناس والأنجاس، يقول سمرة بن جندب رضي الله عنه: (أمرنا رسولُ اللهِ أن نتَّخذَ المساجدَ في ديارِنا، و أمرَنا أن نُنَظِّفَها)،[2] كما جاء النهي الشرعيّ عن البول في أماكن الاستحمام، ونهى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن قضاء الحاجة في الأماكن التي اعتاد الناس ارتيادها، وتلك كلّها إشاراتٌ صريحةٌ في الحفاظ على البيئة وجعلها نظيفةً وخاليةً من الأقذار.[3]
الحثّ على الزراعة
حثّ الإسلام على الزراعة عن طريق التشجير والغرس؛ ففي الحديث الذي يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه: (ما من مسلِمٍ يغرسُ غرساً، أو يزرعُ زرعاً، فيأْكُلُ منْهُ طيرٌ، أو إنسانٌ، أو بَهيمةٌ إلَّا كانَ لَهُ بِهِ صدقةٌ)،[4] وبلغ هذا الأمر في الشريعة الإسلامية مبلغاً كبيراً عندما أوصى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بغرس النباتات ولو حلّ موعد قيام القيامة، وهذا يدلّ على رغبة الشرع الحكيم بأنْ تبقى البيئة ذات طبيعةٍ معطاءةٍ؛ فتنتج الأرض من خيرات الله تعالى، كما حثّ الإسلام على إحياء الأرض الموات، والمقصود إستنبات الأرض الخربة، وقد أفرد الفقهاء مساحةً لهذه المسألة وأحكامها، ولقد كانت البيئات الإسلامية في عصورها الزاهرة أنموذجاً في غاية الجمال والنظافة.[3]
الموازنة بين المدنية والمحافظة على البيئة
عندما قرّر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إنشاء سوقٍ في المدينة المنورة بعد الهجرة، جعل مكانه في أطرافها، واختاره في أحيان كثيرةٍ مكاناً لذبح الأضاحي، وكان منشأ هذه الأفعال أن تبقى بيئة المدينة نظيفةً بعيدةً عمّا تنتجه الأسواق من فضلاتٍ وضوضاء، ومن هنا فقد كان هذا نهجاً مُتّبعاً؛ فقد وضع الفقيه البغدادي ابن أبي الربيع في القرن الثالث الهجري شروطاً لاختيار مواقع المدن، ومنها سعة المياه المستعذبة، واعتدال المكان، وجودة الهواء، والقرب من المراعي والاحتطاب، وغيرها، وقد أكّد ابن الأزرق وهو من فقهاء القرن التاسع الهجري على العمق البيئي في اختيار أماكن بناء المدن.[5]
المراجع
- ↑ بدر هميسه، "الإسلام والبيئة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم: 278، صحيحٌ لغيره.
- ^ أ ب راغب السرجاني، "عناية الإسلام بجمال البيئة والشارع والمدينة"، www.al-eman.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2320، صحيح.
- ↑ "مراعاة البيئة في بناء المدينة في الحضارة الإسلامية "، www.islamonline.net، 31-10-2016، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.