-

حكم المرتد في الإسلام

حكم المرتد في الإسلام
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم المرتد في الإسلام

أجمع جمهور علماء الأمّة الإسلاميّة ومنهم أصحاب المذاهب الأربعة، على أنّ المرتد عن الإسلام عقوبته القتل، بعد أن يحكم عليه القضاء الشرعي بكونه مرتد، وذلك بتوفر الشروط وانتفاء الموانع، وقد ذهب بعض العلماء ومنهم الثوري والنخعي إلى أن المرتد يؤجل تطبيق حد القتل عليه ما رجيت توبته، وذلك بمحاولة دعوته إلى الإسلام، واستتابته ثلاثة أيام يتم فيها نصحه بالمعروف، ومحاولة إزالة ما عنده من الشبه، فإن لم يستجيب لتلك الدعوات ويتوب؛ يُقتل حداً، استناداً إلى صريح الأدلة التي أكدت على حكم المرتد،[1] وذهب آخرون إلى أن مدة الاستتابة المعطاة للمرتد غير واجبة بل هي مستحبة، حيث يجوز أن يُقتل المرتد حالاً من قبل الحاكم أو نائبه.[2]

وقد أشار الشيخ القرضاوي إلى أن الإسلام لا يعاقب المرتد الذي لم يجاهر بردّته ولم يدعو غيره إليها، بل عقابه متروك للآخرة إذا مات على كفره، وقد يعاقب عقوبة تعزيرية مناسبة في الدنيا، وإنما يعاقب الإسلام المرتدّ المجاهر خاصة الذي يدعو غيره للردة، وذلك حفاظاً على مجتمع الإسلام ووحدته وأسسه، كما إن الإسلام لا يكره أحداً على الدخول فيه أو الخروج من دينه لدينٍ آخر، إذا ينبغي أن يكون الإيمان عن اختيارٍ واقتناع، وفي نفس الوقت لا يسمح أن يكون ألعوبة يدخل به من يشاء اليوم ثم يخرج منه غداً لأن ذلك يشكّل خطراً على مجتمعه خاصة عندما يغرّر المرتد غيره على الردة من ضُعفاء الناس وبُسطائهم.[3]

أسباب الردة عن الإسلام

يرتد المسلم عن دينه بالكفر بعد الإسلام إذا كان طائعاً مختاراً لذلك، وفاهماً لما يقول، ومنشرحٌ صدره به، أما إذا صدر منه ما يقع به الكفر وكان جاهلاً بحكم ذلك، أو لم يقصده، أو كان حاكياً له، فإنه لا يحكم عليه بالردة، ويُعذر بجهالته في حالة الجهل، ومن أسباب الردة: سب الله تعالى أو رسوله، أو اعتقاد إباحة أمور محرمة وقع الإجماع على تحريمها، مثل: الزنا والخمر، أو الشرك بالله تعالى، أو اعتقاد أن لله صاحبة أو ولداً، أو جحد وجوب العبادات الخمس، أو إنكار ربوبية الله، أو إنكار صفاته، أو كتاباً من كتبه تعالى.[4][2]

حكمة تشريع قتل المرتد

تتجلى الحكمة في تشريع قتل المرتد؛ أن خروج أي فرد من جماعة المسلمين يُغري غيره من ضعاف النفوس على اقتفاء أثره، مما يعد استخفافاً بالدين، كما قد يؤدي إلى انحلال جماعة الإسلام والمسلمين، ولذلك رتبت الشريعة الإسلامية عقوبة القتل لتكون رادعاً وزاجراً لمن يريد أن يرتد عن الإسلام، فلا يدخل أحد فيه إلّا عن بصيرة، أمّا الإكراه في الدين فليس المقصود منه الإكراه على البقاء في دين الإسلام، إنما يُقصد به أن لا يكون هناك إكراه على خروج الناس من دينهم والدخول في الإسلام.[5]

المراجع

  1. ↑ "عقوبة المرتد وضوابطها "، www.islamweb.net، 2006-5-2، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-15. بتصرّف.
  2. ^ أ ب الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك (2017-11-11)، "حكم المرتد في الإسلام "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-15. بتصرّف.
  3. ↑ أ. د. يوسف القرضاوي، "قضية الردة.. هل تجاوزتها المتغيرات؟ خطورة الردة.. ومواجـهة الفتنة"، www.archive.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2019. بتصرّف.
  4. ↑ "ضوابط الوقوع في الردة، وشروط العودة للإسلام"، www.islamweb.net، 2016-8-24، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2019. بتصرّف.
  5. ↑ يونس عبد الرب فاضل الطلول (2013-1-11)، "أحكام الردة "، www.jameataleman.org، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-15. بتصرّف.