-

العالم ابن بطوطة

العالم ابن بطوطة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العلماء المسلمون

بدأ توسّعُ الدولة الإسلاميّة في التسارع في عهد الخلفاء الراشدين ومَن بعدهم، واستطاع الإسلام احتواءَ أشكالٍ عدّة من حضارات الأقطار المجاورة لشبه الجزيرة العربيّة مع دخول أهل تلك البلاد في دين الإسلام، وازدهرت المعارف والعلوم الإسلاميّة في شتى المجالات ليبزغ نجمُ العديدِ من العلماء من بلاد فارس شرقاً حتّى المحيط الأطلسي غرباً.

على الرغم من أنّ ما وصل إلينا من المؤلّفات التي وضعَها علماءُ المسلمين تعدّ قليلة مقارنة بالأعداد التي ضمّتْها المكتبات التي انتشرت في المدن الإسلاميّة الكبرى كبغداد، والقاهرة، ودمشق وغيرها، ومن علماءِ المسلمين من المغرب العربي محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجيّ، والمعروف بابن بطوطة، وكان أحدَ علماء الفقه، إلى جانبِ كونِه من أبرز رحالة العالم على الإطلاق.

العالم ابن بطوطة

حياة ابن بطوطة

لقّبت الجامعات الغربيّة العالم ابن بطوطة بأمير الرحالة المسلمين؛ وذلك لأنّه قطعَ في رحلاته التي استغرقت أربعة وعشرون عاماً ما يزيدُ عن المائة وواحد وعشرين كيلومتراً، ولم يستطعْ أحدٌ من الرحالة كسرَ هذا الرقم لمدّة اقتربت من الخمسة قرون حيث طُوّرَ النقل البخاريّ وأصبحت السبل أسهل للمسافرين، وما وصل إلينا عن حياتِه هو ما رواه ضمن كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، وهو الكتاب الذي دونت فيه أخبار رحلاته حول أغلب أقطار العالم القديم.

وُلد ابن بطوطة في مدينة طنجة المغربيّة لأسرة أمازيغيّة من قبيلة لواتة المشهورة، وتلقى تعليمه على المذهب المالكيّ في إحدى المدارس التي انتشرت في شمال أفريقيا في تلك الفترة، ممّا أهّله لأنْ يصبحَ فقيها فيما بعد، خاصّة أنّ أسرته من الأسر التي كانت تعمل بالقضاء، وقد بدأ ابن بطوطة رحلاته في عمر الحادية والعشرين، حيث غادر المغرب متجهاً للحجاز لأداء فريضة الحج، ولم يعدْ إلا بعد أربعة وعشرون عاماً ليستقرَّ في مدينة فاس، ويضع كتابه الذي أسماه الرحلة.

رحلات ابن بطوطة

بدأ ابنُ بطوطة رحلاتِه بطريق الحجّ الذي كان يقطع الشمال الإفريقيّ باتجاه الشرق، والعبور باتجاه شبه الجزيرة العربيّة، إلا أنّ مصادفاتٍ وقعت في طريقه أدّت إلى طول الرحلة وزيارة الشام قبل الوصول إلى مكة وأداء فريضة الحجّ، ومن بعدها انضمّ إلى قافلة من الحجيج عائدة للعراق ليزورَ أشهرَ المدن العراقيّة، ومنها إلى بلادِ فارس، ليعودَ منها إلى العراق وتركيا الحديثة، ومنها إلى الجزيرة العربية لأداء حجته الثانية وزيارة اليمن، ومن ميناء مدينة عدن استقلّ ابن بطوطة سفينة إلى الصومال ودول ساحل شرق إفريقيا، وعاد منها إلى عمان ثم مكة لأدء الحج مرة أخرى.

بعدَها بعام، بدأ ابن بطوطة رحلاتِه في وسط وشرق آسيا، ومنها عائداً نحوَ الشام ومتجهاً إلى شبه جزيرة القرم، ليعود بعدها بفترة ويزور الصين، ودول جنوب آسيا، وأخيراً أخذ طريق العودة نحوَ المغرب ليرتحلَ منها جنوباً نحو مالي والنيجر، وانتهت رحلاته بالاستقرار في مدينة فاس المغربية حتّى وفاته.