مراحل نشر الدعوة الإسلامية
الدعوة الإسلامية
اختار الله سبحانه وتعالى نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم من بين جميع البشر ليدعو كافة الناس إلى الإسلام ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور ويدعوهم إلى دين الإسلام، وأنزل الله عليه القرآن الكريم ليكون معجزة خالدة، وكلام الله الذي تحدى به البشر أن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا ذلك، فجعله دستوراً للأمة وسبيلاً لهدايتها ورشادها، ولاقى رسول الله في بداية دعوته العديد من المصاعب، فتحمل أذى قريش له في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، ومرت الدعوة الإسلامية بمرحلتين، وسنتطرق في هذا المقال إلى الحديث عن كلّ مرحلة منهما.
مراحل نشر الدعوة الإسلامية
الدعوة سراً
استمرت هذه الدعوة لمدة ثلاث سنوات، وبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوة أهل بيته، ومن أوائل المعلنين لإسلامهم خديجة بنت خويلد، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، وسعيد بن زيد، وعثمان بن عفان، وأبو بكر الصديق، والأرقم بن أبي الأرقم.
في هذه الفترة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخرج مع أتباعه إلى شعاب مكة من أجل الصلاة بها بعيداً عن عيون قريش، ورأى البعض الرسول وأتباعه يصلون، مما أدى إلى استنكارهم لذلك وحدوث نزاع بين الطرفين، فقرر النبي اتخاذ بيت الأرقم بن أبي الأرقم مكاناً للعبادة، وأسلم بعض المشركين في هذا البيت، ومنهم: صهيب بن سنان الرومي، وعمار بن ياسر.
لم يهتم زعماء قريش لهذه المرحلة من الدعوة، ولم يتعرضوا لإيذاء الرسول، بل ظلوا ينظرون إليه نظرة احترام، حيث لم يتعرض النبي صلى الله عليه وسلم لأصنامهم بسوء ولم ينتقدها أو يعترض عليها بشكل علني، لذلك تيقن زُعماء قريش بأنّ دعوته ستنتهي سريعاً، وجمع الرسول في الثلاث سنوات أربعين شخصاً، لكنهم لم يكونوا كافيين لحماية الرسول ودعوته.
الدعوة جهراً
بعد ثلاث سنوات من الدعوة السرية قرر الرسول صلى الله عليه وسلم إعلان الدعوة أمام الجميع، فوقف على صخرة عند جبل الصفا، ونادى بأعلى صوته: (أرَأَيْتُم إنْ حدَّثْتُكُم أنَّ العدوَّ مُصَبِّحُكُم أو مُمَسِّيكُمْ، أكنتُمْ تُصَدِّقُونَنِي. قالوا: نعمْ، قالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ. فقالَ أبو لهَبٍ: ألِهذا جمَعْتَنَا تبًا لكَ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ))، وتفرق الناس بعدها، واستخدمت قريش مع هذه الدعوة أسلوب الترغيب، والتهديد، والتطميع، والإيذاء، واستمر ذلك لمدة عشر سنوات وهو عمر الدعوة العامة في مكة.